نافذة مصر / أجرت الحوار : حنان السيد :
السجن والجلاد ينتظراني ، ربما كان هذا الخاطر يجول برأسي ، حينما كنت إستعد لإجراء حوار مع زوجة م / أحمد عباس ، وقد
مرت بهذا الظرف ، وأدرك أن الحياة فى ظل المطاردة ولو لأيام ظرف إستثنائي ، لكن إجابتها ألجمتني قالت : أنهم مطاردون على الدوام !!
من يستطيع أن يعيش فى ظل تلك الأوضاع الإنسانية دوماً ؟؟ سؤال فرض نفسه علي ، حتى بعد إنتهاء المقابلة ؟
وهل يشعر الجلاد بنزعة إنسانية وهو يفرض مثل تلك الأجواء على شعب بأكمله ، وكيف ستكون نهايته ويكون مصيره واللعنات تصب عليه من الصغير قبل الكبير كزخات المطر ؟!
أحمد عباس مهندس مدني من مواليد مدينة المحلة الكبرى ، ويقيم فى القاهرة ، برز كواحد من نشطاء الحركة الطلابية فى جامعة المنصورة ، اعتقل عدة مرات بتهم تتراوح بين الإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين ، ومساندة أهل قطاع غزة ، وورد أسمه بعد أيام من الإفراج عنه فى صحيفة الأهرام بمحضر التحريات الذي يكتبه المخبر الصحفي أحمد موسى بإسم قضية التنظيم الدولي ، حيث تمت مطاردته وإختطافه أمام أعين زوجته وأطفاله ..
د/ عفت البحيرى اخصائية امراض جلدية لها ستة أبناء ـ أكبرهم فى الصف الثاني الثانوي ـ وهم : طارق ، ومحمد ، وحفصه ، وعائشة ، وخالد ، وخديجه ، حول زوجها ومعاناة أسرتها كان لنا معها هذا الحوار :
لماذا يتم اعتقال زوجك ؟
يتم اعتقال زوجى لانتمائه لجماعة الاخوان المسلمين ، وهذا شرف لنا وفخر ان ننتمى لجماعة الاخوان المسلمين .
هل كثرة الاعتقالات تؤثر على حياتكم الشخصية ؟
نعم كثرة الاعتقالات تؤثر على حياتنا الشخصية ، ولكن والحمد لله التاثير الايجابى ، ونسال الله لنا وللجميع الثبات على الحق فهى تمثل لنا الحركة للماء الراكد .
كم مرة اعتقل فيها زوجك ؟
اعتقل والحمد لله أكثر من مرة ، ولكنى لا أعدها لانى أحسبها كرحلات الحج والعمرة ، الأفضل فيها عدم الإحصاء ، ونسال الله القبول .
ما تفسيرك لكثرة مرات اعتقال زوجك ؟
أعتقد أنه فى المقام الأول إختيار واصطفاء من الله ، فابتلاء اما لتكفير السيئات أو لرفع الدرجات ، ونسال الله الاثنين معاً
ثانيا : تحقيق سنة الله فى محاربة أهل الباطل لأهل الحق
ثالثا : حالة التخبط التى يعانى منها النظام تجاه جماعة الاجوان المسلمين .
كيف تواجهون والأولاد ـ خاصة أنهم صغار ـ عمليات الاعتقال ؟
بفضل الله الاولاد متفهمون للموقف ومتعاونون ويقابلون الموقف بشجاعة .
كيف تواجهين مع الأولاد مشكلة غياب الاب ؟
فى فترة غياب الأب نحن نعيش فى فضل الله ثم فى خير أبيهم والحمد لله ، ونكثر من الدعاء لابيهم ولاخوانهم وللمجاهدين فى كل مكان من أرض الله ، وتقريبا نعمل حلقة اسبوعية او رحلة قصيرة او صلة رحم ، وزيارة اسبوعية لأبيهم فى المعتقل مع المحافظة على الحفظ والأنشطة ، فالاسبوع ولله الحمد مشغول ونعاني من ضيق الوقت ..
هل يلومك احد الابناء ان والدة معتقل ، أو أنه من الإخوان ؟
الحمد لله كما قلت الاولاد متفهمون ، ومتعاونون ، بل نتمنى أن يكونوا من الاخوان المسلمين
بل إنى اقول لهم عندنا تكبرون وتكونوان من الأخوان المسلمين وتعتقلون ، ساذهب لزيارتكم وأحضر لكم معى كذا وكذا
والحمد لله هم يحبون كل الاخوان المسلمين ، ويحترمونهم ويدعون لهم بالثبات ، ونسال الله لنا وللجميع العفو والعافيه .
كيف كنتم تعيشون فى أوقات مطاردة الاب ؟
-الحمد لله لم نشعر بالمطاردة لأن زوجى يتوقع أن يعتقل فى أى وقت !
فنحن لم نشعر بالأمن حتى نشعر بالمطاردة ! حتى فى المرة الأخيرة عندما علم أن اسمه فى القضية وبات خارج البيت ليلة واحدة ، ثم اتى واخبرنى قلت له هل أمن الدولة اقرب لنا ام ملك الموت ؟ قال ملك الموت ،، فهذه الأحداث تقربنا من الله أكثر وتقربنا من دعوتنا ونسال الله الثبات .
ماذا حدث عندما ذهبوا للقبض عليه فى القاهرة والمحلة ؟
عندما ذهب أمن الدولة لاعتقاله لم نكن فى شقتنا بالقاهرة ، وكنا فى المحلة لحضور فرح إبنة أخيه ، وذلك يوم الثلاثاء 7\7\ 2009 ، وكنا قد انصرفنا مبكرا لارتباطه بموعد فى الأسكندرية ، فذهبوا إلى بيتنا فى المحلة (بيت حماى واخوة زوجى ) وكان زوار الفرح لم ينصرفوا بعد ، واخذوا يبحثون عن زوجى فى كل مكان ، البيت المكون من 6اطباق فى كل طابق شقتان ، والسطح !
واحاطوا بأهلنا فوق السطح ، وفتحوا كل شئ حتى الثلاجة والغسالة ، بل بعض الشقق فتشوها مرتين ، دون مراعاة لأهل الفرح واخذوا من الرجال البطاقات والهواتف ، وقفزوا من أعلى السطح الى العمارات المجاورة لنا عن اليمين والشمال وطرقوا أبواب الناس ، ودخلوا وفتشوا شققهم برغم أنهم جيران لنا وليس هناك علاقة قرابة بهم !
وكانوا يبدون وكأن حالة سعار أصابتهم ، وهذه هي أخلاق أمن النظام وليس أمن الدولة !
كما قامت مجموعة أخرى بمهاجمة شقتنا فى القاهرة ، وكسروا الباب ودخلوا وفتشوا فيها ، تحت السراير ، وأخذوا بعض أوراق الاخبار ، وبعض الكتب ، وذلك بحضور البواب ثم انصرفوا .
ماتفاصيل عملية الاعتقال الاخيرة ؟
كنا فى احدى النوادى على البحر بالاسكندرية حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء يوم الاحد 12/7 /2009 ، وكنا ننوى الرجوع إلى البلد يوم الاثنين ليسلم نفسه يوم الاربعاء للنيابة .
وكنت أقول له لماذا تسلم نفسك هل فعلت شيئا ؟
والحقيقة أنه قرر أن يسلم نفسه ، وخرجنا وركبنا السيارة فلاحظنا أن سيارة تتابعنا ففكر فى أن يغير إتجاهه فوجدنا سيارة آخرى تضيق علينا، وتحركنا قليلا ، وقال لنا زوجى لننشغل فى هذه اللحظات بالدعاء ، وبعد قليل تقدمت أمامنا سيارة أغلقت الطريق فوقف ، وكنا على الكورنيش وسط الزحام ، وتوقف المرور من حولنا ، ونزل من سيارة ملاكى الأسكندرية 4 اشخاص ، وفتحوا عليه باب السيارة بشدة ، وقالوا انزل فبدا بفك الحزام ، فقلت له اسالهم من يريدون ، فقالوا أنت بصوت عال !
ولم يمهلو ه ، فرفعه أحدهم من ذراعه ، والاخر من رجله ، وآخر من يده الآخرى ورجله ، وحملوه ، وأخذوه فى سيارتهم ،وفتحت باب سيارتهم وقلت لهم من انتم ؟ فشدوا منى الباب ووجدتهم يغطون وجهه وانطلقوا بسرعة !
فاجلست الاولاد فى اماكنهم ثم انطلقت بالسيارة لكى نذهب لشقتنا فى الاسكندرية ، ونحن ندعوا الله أن ينتقم من الظلم وأعوانه ، حتى توقفنا فى إشارة قرب ميامى ، ففؤجدت بنفس الشخص الذى أخذ زوجى يعود إلينا ، ويطلب رخصة السيارة فرفضت لأنى لا أستطيع أن أسير بدون رخصة ، فطلب منى ان أركن السيارة وأوقف المرور فى الطريق العام واخذ رخصة السيارة ورخصة زوجى وكارنيه النقابة ، وطلب منى بطاقتى ، وأبلغ بيانتها لرئيسه ، والذى كان معه على المحمول ثم ابلغه رئيسه بان ياخذ السيارة ، فقال لى ساخذ السيارة ، فقلت له نحن لسنا من هنا ، وانت تاخذ زوجى وتأخذ السيارة
فقال أنا المقدم / حسين عبد الواحد مباحث اموال عامة
فقلت له ومن يدرينى قد تكون حرامى مع احترامى
فشخط وقال يا دكتورة انا بتكلم بإحترام وأدب ، واجلس تابعاً له على كرسى القيادة وقال عاوزين تركبوا ويوصلكم المكان اللى عاوزينه ، و انتم حرين قلت له لا لن يوصلنا واوقف تاكسى بسرعة واعطاه حسابه .
وقال له اذهب الى المكان الذى يريدونه وأمرنا بافراغ السيارة من حاجاتنا ووقف على رصيف الكورنيش وكان الناس مجتمعين ليشاهدوا ما يحدث ، فسالتهم سيدة عنه وماذا يحدث ؟؟
فقال لهما مباحث اموال عامة كما سمعت ، فطلعت على الرصيف وقلت للناس بصوت عال امامه
يا ناس احنا مش حرميين احنا من الإخوان المسلمين ، وامن الدولة بياخذوا الرجل وبياخذوا سيارته
حسبنا الله ونعم الوكيل يارب انتقم من الظلم .
فاهتز الرجل كثيرا حتى انه اشتكى لزوجى من هذا الموقف ..
وركنبا التاكسى ودفعت له اجره ثانية ، وقلت له كى لا يكون لامن الدولة علينا فضل ، ورجعنا الى المحلة فجر اليوم التالى
ماذا كان رد فعل الأولاد عندما رأو والدهم يعتقل بهذه الطريقة ؟
قالوا وكأننا فى فيلم أجنبى ، واخذوا يدعون لوالدهم بالثبات والنجاة من أيدى الظلم ..
بل إنهم قالوا لى ربما يكون سائق التاكسى تبع لهم ، ففكرنا فى النزول بعيدا عن الشقة وانتظرنا حتى انصرف ثم مشينا إلى الشقة ، وبرغم الذهول من الموقف وكيف تم ، فان الله ربط على قلوبهم ، واخذوا يحكونه كانه مغامرة ، حتى انشغلوا وبداوا ينسونه شيئا فشيا ..
هل تم الإستيلاء على أي أموال منكم في هذه المرة ؟
فى هذه المرة لم ياخذوا منا أموال ، ولكن ما أخذوه وكان يحققون معه فيه ، كان أموال اخذوها منه فى المرة السابقة فى 2/3/ 2009 وهو مبلغ 6200 وشيكات ب45 الف.
فساله وكيل النيابة انت متهم بجمع تبرعات لفلسطين وضبط معك 4000 جينيه !
فتعجب زوجى وقال له بل 6200 ، وأنا تقدمت بطلب رسمى لاسترداده وهذا مصروفى الشخصى ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ماتصورك للقضية التي تم ضم زوجك لها ؟
أظن أن هذه القضية فرقعة إعلامية ، فالدول تريد أن تخوف الناس من الاخوان ، فجاءت بقضية تنظيم دولى حتى تقول للناس لا تنخدعوا بالاخوان فى الداخل فهى شبكة دولية !
ويمكرون ويمكر الله والله خير الما كرين ..
كيف كان رد فعل الناس اثناء اعتقال زوجك ؟
ما وجدنا من الناس غير ما يظنوه فمنهم من قال : دعونا الله عليهم ، كيف يفعلون هذا بالمهندس احمد
ومنهم من قال لنا نحن نفديكم بروحنا ، ومنهم من إستغرب أننا حضرنا الفرح فى مثل هذه الظروف (ونحن بالطبع لم نكن نعلم أن أمن الدولة سياتى بهذا الشكل فى هذه الليلة !
س – بإعتقادك إلى أين تسير الأمور ؟
ج - أما السيناريو المتوقع ، فأظن أنه لا أحد يمكن أن يتوقع ما يحدث لأن النظام ديكتاتورى فردى ، ولا يخضع لقانون ولا لدستور ، فهو يقدر على تغير الدستور والقانون .
ولكننا نؤمن أن هذا النظام إلى زوال ، وأن الله سيمكن للدين ونسال الله أن يجعلنا من جنده ..
الاثنين، 10 أغسطس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم انصر الاسلام والمسلمين وارفع رايه الحق والدين
دمتى بكل خير
إرسال تعليق