الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

بمناسبة إنشاء جدار مبارك الفولاذي: أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ؟.. د/ حمدي حسن

د/ حمدي حسن

بمناسبة إنشاء جدار مبارك الفولازي مع حدود غزة
يا حكومتنا : أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ؟
ليت حكومتنا تفهم أن معبر رفح بالنسبة للفلسطينيين مثل نهر النيل بالنسبة للمصريين

• أين الأمن القومي والسيادة المصرية من السماح بدخول الصهاينة سيناء بدون تأشيرة ؟
• أين الأمن القومي والكرامة المصرية من اختطاف سفينة كسر الحصار من مياهنا الأقليمية ؟
• نشكر الحكومة أنها لم تقتل النشطاء الأوربيين المتظاهرين كما قتلت السودانيين بميدان مصطفي محمود!
• أنبوب مياه البحر جريمة ضد الإنسانية لأنه سيفسد آبار المياه العذبة القليلة , فمن سيتحمل عواقبها ؟
• ماذا سنفعل وكيف سنتصرف اذا استخدمت اثيوبيا ودول منبع نهر النيل منطق حكومتنا الأعوج في مفهوم السيادة والأمن القومي وبنو سدودا وحواجز تحجز مياه النيل عنا ؟
• يا حكومتنا : السلطة والقوة ليست دائمة والتاريخ لن يرحم أحدا وسيظل جدار مبارك الفولازي شاهد علي هذه الفترة المخزية من تاريخ مصر

بعد مرور عام علي الحرب الصهيونية اللا إنسانية علي غزة – والتي أُعلنت للأسف من القاهرة – اصبح موقف الحكومة المصرية اشد وضوحا وأنها تتواطئ الآن وتدعم وبشكل علني ودون خجل سياسات الكيان الصهيوني ضد أهالينا في غزة ويبدو هذا في ثلاثة مواقف : قافلة شريان الحياة 3 وناشطو غزة الحرة في القاهرة وجدار مبارك الفولازي الذي تقيمه الحكومة المصرية بسرية وتكتم تامين علي الحدود مع غزة .

هذه المواقف كشفت النقاب عن الوجه القبيح الحقيقي لإستراتيجية الحكومة المصرية تجاه اشقائنا في غزة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني والتي جعلت الأمن الصهيوني اهم لديها من أمن غزة !

فحكومة مصر تَمُد الكيان الصهيوني بالغاز وبثمن بخس دعما لإقتصادياته بينما هذا الكيان يُشَدد حصاره بكل الوسائل تجاه أهالينا في غزة بل و يستخدم هذا الغاز في إنتاج الأسمنت بينما مصر تصادر بضعة شكائر اسمنتية كانت مُعَدة للتريب في الوقت الذي يُمنع فيه دخول الأسمنت رسميا من أي منفذ .

حكومة مصر تَمْنع قافلة شريان الحياة المكونة من برلمانين وناشطين من 17 دولة معهم 240 سيارة من الدخول عبر طريقها الطبيعي ويخرج مارشال الخارجية السيد ابو الغيط يهدد ويتوعد ويحدد مكان معاكس لمسار القافلة البري الطبيعي نكاية او تلكيكا محددا توقيتا محددا باليوم والساعة لدخولها من ميناء العريش وإلا....وكأن هؤلاء المدنيين الناشطين إنسانيا جيشا مسلحا يُهدد السيادة المصرية وأن دخولها من نويبع يُهدد الأمن القومي المصري!

أليس غريبا إصرار الخارجية علي منع دخول القافلة برا من نويبع الي العريش بدعوي حماية الأمن القومي المصري وأن هذا قرار يمس السيادة المصرية ؟
أين الأمن القومي المصري والسيادة المصرية من دخول الصهاينة بدون تأشيرة من الكيان إلي سيناء ؟
أين الأمن القومي المصري والسيادة المصرية من الإعتداءات الصهيونية علي المدنيين علي حدودنا حتي قارب الشهداء من المجندين والمدنيين ومنهم أطفال ما يقرب ال 70 شهيد ؟
أين الأمن القومي المصري والسيادة المصرية من الإعتداءات الصهيونية علي المجال الجوي المصري وضرب أهالينا في غزة من الأجواء المصرية وفقا لشهود عيان إبان الحرب علي غزة ؟
أين الأمن القومي المصري والسيادة بل والكرامة المصرية حين استولت اسرائيل علي إحدي سفن كسر الحصار من المياه الإقليمية المصرية ؟

أما موقف الحكومة المصرية من النشطاء الأوربيين في حركة غزة الحرة المتظاهرين امام سفاراتهم بالقاهرة لمنعهم من دعم المحاصرين في غزة فهو موقف يدعونا إلي الإشادة بالحكومة التي لم تقتلهم مثلما قتلت السودانيين بميدان مصطفي محمود او تتعامل معهم كما تعاملت مع المصريين الذين ينادون بكسر الحصار عن غزة في ثلاث حملات نظموها وتعاملت معهم برقة مدهشة لا ولم ولن نراها مع النشطاء المصريين في مواقف مماثلة !!!

وأتساءل ما الذي يمس السيادة المصرية ويضر الأمن القومي المصري من ان يدعم هؤلاء الناشطين اهالينا المحاصرين في غزة ؟

أخيرا يبقي اللغز الكبير حول جدار مبارك الفولازي الذي يبني تحت الأرض ومعه انابيب مياه عملاقة من البحر لتجعل التربة رخوة .

الهدف الحقيقي من انشاء هذا الجدار هو هدم الأنفاق ومنع حفرها مستقبلا وبالتالي سيؤتي الحصار الصهيوني المصري علي اهالينا في غزة أكله وثماره . إذ أنه رغم الحصار الخانق المفروض علي اهالينا ورغم الحرب الشرسة عليهم وبإستخدام احدث الأسلحة بل واسلحة مجرمة دوليا لم تستطع أن تؤثر علي إرادة أهالينا واجبارهم علي الخضوع للإرادة الصهيونية وهذا لأن أهالينا يعتمدون في ذلك – بعد الله – علي الأنفاق التي تمدهم بكل أسباب الحياة والمقاومة التي تجعلهم يصمدون أمام هذا الحصار الظالم.

لذلك فإن جدار مبارك الفولازي يهدم الأنفاق المقامة ويمنع حفر غيرها يصب في النهاية لصالح الكيان الصهيوني وليس لصالح أهالينا في غزة وهذا يدل دلالة صريحة علي أن الحكومة المصرية أصبحت تُؤَمِنْ الكيان المحتل وتلقي اهالينا في غزة إلي التهلكة بالتعمد مع سبق الإصرار .

الأنكي أن جدار مبارك الفولازي جاء تنفيذا للإتفاقية الأمنية بين أمريكا واسرائيل – ومصر ليست طرفا فيها – ولكن يتم تنفيذها علي الأراض المصرية بينما تدعي الحكومة أن انشاء الجدار قرار سيادي يحمي الأمن القومي ولا ندري تكلفته ولا من الذي يقوم بالصرف ولا من اي بند اذا كانت من موازنة الشعب المصري ؟

إن تشديد الحصار الخانق علي أهالينا سيجعلهم يتصرفون وبطريقة جماعية أية تصرفات طائشة غير مأمونة العواقب فليس أمامهم من سبيل غير ذلك بعد ان سُدت في وجوههم كل سبل الحياة الكريمة !

كما أن جريمة أنبوب المياه الضخم الذي سيحمل المياه من البحر بطول 10 كم مما يجعله يلوث مياه الآبار العذبة القليلة التي يشرب منها اهالينا هي جريمة ضد الإنسانية لا أدري من الذي سيتحمل عواقبها !

الأخطر هو إصرار المسئولين المصريين وبأعلي مستوياتهم علي أن من حق مصر أن تبني في أراضيها ما تشاء سواء جدار فوق الأرض أو تحت الأرض أو حتي في الهواء فهذا قرار يخص مصر فقط ويعبر عن سيادتها ولحماية أمنها القومي , بصرف النظر , ودون أدني إهتمام بالقانون الدولي ولا بالاتفاقيات الدولية ولا بالأضرار المتوقعة علي الأمن القومي المصري نتيجة هذا الموقف غير المسئول !

إذ بنفس هذا المنطق الأعوج تستطيع اثيوبيا أن تبني سدودا علي أراضيها فوق الأرض وتحت الأرض تمنع المياه التي تجري علي أراضيها من الوصول الي دول المصب { علما بأن 85% من نهر النيل الذي يجري في الأراض المصرية تأتي مياهه من اثيوبيا } وإذا قامت الدول الأخري بذات المنطق االمصري الأعوج ببناء سدود علي اراضيها , هل تستطيع مصر أن تعارضهم ؟ واذا استدلوا بتصرفات الحكومة وتصريحاتها ومواقفها ببنائها للجدار الفولازي مع غزة وعدم اعتدادها بالمواثيق والقوانين و المعاهدات الدولية فما هو الحل ؟
ألا يدل هذا علي مدي الجُرم الذي ترتكبه الحكومة المصرية في حق الشعب وفي حق الأمن القومي المصري وفي حق السيادة المصرية ؟
يا سادة الا تفهمون أن معبر رفح بالنسبة للفلسطينيين مثل نهر النيل بالنسبة للمصريين !!
يا سادة أليس منكم رجل رشيد ؟

ايها المتواطئون , ستسخدمكم اسرائيل حتي تنتهي مهمتكم وتحقق بكم ومن خلالكم اهدافها وتبلغ غاياتها ثم تكون نهايتكم مثل نهاية جيش سعد حداد في لبنان ان كنتم تذكرون . أما اذا غابت ذاكرتكم أو تغافلتم أو كنتم لا تعلمون فهاهم أعضاء فتح أتباع عباس الذين سلموا اسلحتهم وغيروا أهدافهم واستبدلوا المقاومة بالمفاوضات بل وحصلوا علي ضمانات صهيونية استبعدتهم من قوائم اغتيالاتها هاهي تقوم بقتلهم وبدم بارد أمام زوجاتهم وأطفالهم بطريقة بشعة في الوقت الذي لم يصدر عباس ورفاقه زعماء التفاوض ومنهج السلام – أوبالأصح الإستسلام – حتي بيان إدانة – حفظا لماء الوجه – للأسف الشديد !

يا حكومتنا : السلطة والقوة ليست دائمة والتاريخ لن يرحم أحدا وسيظل جدار مبارك الفولازي شاهد علي هذه الفترة المخزية من تاريخ مصر .

أخيرا أقول لأهالينا : اصبروا وصابروا ورابطوا وتدبروا قول ربكم سبحانه :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران : 200]

هناك تعليقان (2):

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
اصبروا وصابروا ورابطوا وتدبروا قول ربكم سبحانه :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

جزاكم الله خيرا
حسبنا الله ونعم الوكيل


دمتى فى رعايه الله
ياريت تشيلى تاكيد الكلمه
معلش

أبو مصعب يقول...

انا مش عارف اقول ايه
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين