نحو إعداد جيل قرآني فريد.. تطلق دار القرآن الكريم والسنة في قطاع غزة السبت (13-6) مخيم "تاج الوقار" الهادف إلى تخريج عشرة آلاف حافظ وحافظة للقرآن خلال ستين يومًا.
وقال الدكتور عبد الرحمن الجمل رئيس الدار إن إطلاق هذا المشروع يأتي في الإجازة الصيفية للطلبة؛ من أجل استغلال هذا الفراغ في بناء الجيل القرآني المؤهَّل والقادر على تحمُّل مسؤولية تحرير الوطن والدعوة إلى الله.
وذكر أن مشروع "تاج الوقار" هو عن مخيَّمات تمتدُّ في مختلف أرجاء قطاع غزة، وتستمر 60 يومًا، بمشاركة عشرة آلاف طالب وطالبة مسجَّلين لحفظ القرآن الكريم.
مشروع متجدد
ويأتي "تاج الوقار" استكمالاً لجهود تحفيظ القرآن التي تقوم بها دار القرآن والسنة، بعد أن نفَّذت في صيف 2007 مشروع مخيمات صيفية لتحفيظ القرآن في 60 يومًا، وحفظ القرآن فيها ما يقارب 400 حافظ وحافظة للقرآن كاملاً، ومنهم من حفظ عدة أجزاء، وفي صيف 2008 نفَّذت مشروع "تباشير النصر" الذي حفظ فيه القرآن ما يقارب من 3000 طالب وطالبة.
مشروع تاج الوقار
وبحسب بيان صادر عن دار القرآن تلقَّى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه فإن "تاج الوقار" يأتي "استكمالاً للعهد الذي قطعته دار القرآن الكريم والسنة؛ عهد تحفيظ القرآن الكريم، والعمل على أن يصبح في كل بيت حفَّاظٌ لكتاب الله عز وجل".
ومن أجل نجاح المشروع سيعمل ما يقارب 1100 محفظ ومتابع سيتم توفير مكافآت لهم من أجل إيلاء المزيد من الاهتمام بإعداد الجيل القرآني.
ويؤكد القائمون على المشروع أن دار القرآن الكريم والسنة تطلق هذا المخيمات لتضع أمام الناظر إلى قطاع غزة أن أبناء القطاع قد حملوا كلام الله، وتربَّوا على موائد القرآن الكريم، وتخلَّقوا بأخلاق القرآن.
رد كيد المعتدين
وبحسب البيان الصادر عن الدار فإن أحد أهم مبرِّرات إطلاق هذا المشروع هو تكرار الاعتداءات من قِبَل الكفار والصليبيين على القرآن الكريم والسنة النبوية؛ ما حفَّز ضرورة الردّ عليها بمشروع "تاج الوقار"؛ لتخريج المزيد من الحفظة والمتمسكين بمنهج الله.
وأضاف أن هذا المشروع الفريد من نوعه والتجربة الوحيدة في العالم العربي والإسلامي؛ يعدُّ أيضًا ردًّا على الحرب التي يمارسها الاحتلال وأعوانه في تدمير الأخلاق وسياسة التجهيل المعتمَّدة بهدم المساجد ودور التحفيظ التابعة لدار القرآن الكريم والسنة.
حافظ في كل بيت فلسطيني
ويؤكد الدكتور الجمل أن مشروع "تاج الوقار" يهدف إلى وضع ركيزة قوية في بناء جيل قرآني فريد، فضلاً عن مساهمته الجزئية في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني ولو بالشيء البسيط بتشغيل ما يقارب 1100 محفظ ومشرف.
ويلفت القائمون على المشروع إلى مساهمته "في توفير أئمة للمساجد من حفظة القرآن الكريم، واستغلال الإجازة الصيفية للطلاب، وعدم إضاعة الوقت؛ امتثالاً لقول الله عز وجل ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُوْن﴾ (الذاريات: من الآية 58).
ويهدف المخيم إلى تخريج جيلٍ قرآني حافظ لكتاب الله تعالى، وتربية الأطفال تربيةً قرآنيةً سليمةً، وتعليمهم التفسير والأحكام وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والوقوف على وجوه الإعجاز القرآني والقصص القرآني وإيجاد أكثر من حافظ لكتاب الله في كل بيت فلسطيني.
استهداف الطلبة.. وللموظفين نصيب
ويستهدف المشروع طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وطالباتهما، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عامًا، إلى جانب طلاب الجامعات والموظفين.
وأشارت الدار إلى أن عشرة آلاف سجَّلوا في المشروع الذي ينطلق السبت (13-6) منذ الإعلان عنه بتاريخ 9-3، وتم توزيع المسجَّلين على 14 فرعًا بالتساوي؛ نصيب كل فرع 714 طالبًا، وتم تحديد عدد من المساجد، وتم تجهيز الأماكن فيها، وبسبب الحرب التي دمّرت العديد منها تمَّ اللجوء إلى المدارس؛ حيث تمَّ تحديد ما يقارب 70 مدرسة موزَّعة على المحافظات.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات الحفظ من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر، وتعتبر صلاة الصبح في المسجد جزءًا لا يتجزأ من المشروع.
ويبقى "تاج الوقار" واحدًا من مئات المشاريع الدعوية التي تُسهم في صياغة الشخصية الإسلامية، وتُظهر الوجه الإيماني لغزة الصابرة والصامدة.
الأربعاء، 17 يونيو 2009
الاثنين، 15 يونيو 2009
نائب يستنكرإختطاف أمن الدولة طلاب المحلة والتعسف فى إستخدام الطوارئ والعدد قد يصل إلى 40
قام جهاز أمن الدولة بالمحلة بإختطاف عمرو أسامه داوود من قرية كفرحجازي مركز المحلة الكبرى ، والطالب فى الفرقة الثانية بطب القصر العيني من منزله يوم 26/4/2009 ، حيث تم الإستيلاء على جهاز الكمبيوتر الخاص به ومجموعة من الإسطوانات ، وحتى الان لم يعرض على النيابة ..
بعد ذلك قام الجهاز فى 1/05/2009 بإختطاف كل من : مصطفى سمير السيد (محاسب فى الرابعة والعشرين ) ، وأحمد عبد الفتاح الكفراوي (الفرقة الثانية هندسة زراعية بالمنصورة ) ، ومحمد مجدي درويش (الفرقة الثانية هندسة زراعية بالمنصورة ) من منازلهم ، وتم الإستيلاء على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ..
وأكد م / سعد الحسيني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى بيان عاجل أن مباحث أمن الدولة بالمحلة أنكرت وجود الشباب لديها فى البداية ، بعد ذلك بدأت فى تسلم الملابس النظيفة والمأكولات بشكل دوري من أسرهم ، وتسليمهم الملابس المستعملة ، التي قالوا أنهم كانوا يلاحظون وجود أثار دماء بها ..
واشار الحسيني إلى أن الشباب مختطفون للأسبوع السابع ..ولم يعرضوا على النيابة ، وتعطى وعود لأهلهم بخروجهم كل يوم ، مع مطالبتهم ا بعدم التحدث مع وسائل الإعلام أو إرسال شكاوى..
متسائلاً : فأين دولة القانون ، وأين شعارات حقوق الانسان ؟؟
مؤكداً أنه ليس هناك أي جريرة تبرر إختطاف هؤلاء ، طوال هذه المدة دون عرضهم على النيابة ، مستنكراً ضياع عام دراس كامل عليهم ..
مشيراً إلى أنهم تعرضوا لتعذيب قاس ترك أثاره على إجسادهم ، ويتم تخزينهم حتى تزول هذه الآثار ثم يعرضوا على النيابة ، مضيفاً أن هذا ليس بمستغرب على أجهزة الأمن فالسوابق الدالة على ذلك كثيرة ..
وطالب النائب بالافراج عن الشباب فوراً أو تحويلهم للنيابة ، مضيفاً أنه على يقين أن التاريخ سيقول كلمته فى هذا العهد الذي شهد إعتقالات وإختطافات لا تلتزم بقانون أو مبادئ!
مضيفاً أن هؤلاء الشاب فى مقتبل العمر وتعيش أسرهم حالة من عدم الوعي ويقتلهم الخوف والقلق والإنتظار ، لا يعرفون لماذا اختطف أبنائهم أو متى سيفرج عنهم !
متسائلاً : من يتحمل وزر هذه المعاناة التي عاشتها هذه الاسرة فى الدنيا والآخره؟
ومن يتحمل وزر معاناة الشباب على أيدي زبانية يفتقدون كل القيم سوى القدرة على الإنتهاك والتعذيب ؟؟
وكان موقع نافذة مصر قد أنفرد بنشر قصة إختطاف الشبان الأربعة منذ أكثر من شهر ، وتدور معلومات حول أن عدد المختطفين يقترب من 40فرداً ، بالإضافة إلى مصري يقيم فى لندن تم إختطافه من مطار القاهرة أثناء رحلة عودته قبل شهرين ونصف ، ولم يعرف عنه أي شيئ منذ ذلك الحين
بعد ذلك قام الجهاز فى 1/05/2009 بإختطاف كل من : مصطفى سمير السيد (محاسب فى الرابعة والعشرين ) ، وأحمد عبد الفتاح الكفراوي (الفرقة الثانية هندسة زراعية بالمنصورة ) ، ومحمد مجدي درويش (الفرقة الثانية هندسة زراعية بالمنصورة ) من منازلهم ، وتم الإستيلاء على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ..
وأكد م / سعد الحسيني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى بيان عاجل أن مباحث أمن الدولة بالمحلة أنكرت وجود الشباب لديها فى البداية ، بعد ذلك بدأت فى تسلم الملابس النظيفة والمأكولات بشكل دوري من أسرهم ، وتسليمهم الملابس المستعملة ، التي قالوا أنهم كانوا يلاحظون وجود أثار دماء بها ..
واشار الحسيني إلى أن الشباب مختطفون للأسبوع السابع ..ولم يعرضوا على النيابة ، وتعطى وعود لأهلهم بخروجهم كل يوم ، مع مطالبتهم ا بعدم التحدث مع وسائل الإعلام أو إرسال شكاوى..
متسائلاً : فأين دولة القانون ، وأين شعارات حقوق الانسان ؟؟
مؤكداً أنه ليس هناك أي جريرة تبرر إختطاف هؤلاء ، طوال هذه المدة دون عرضهم على النيابة ، مستنكراً ضياع عام دراس كامل عليهم ..
مشيراً إلى أنهم تعرضوا لتعذيب قاس ترك أثاره على إجسادهم ، ويتم تخزينهم حتى تزول هذه الآثار ثم يعرضوا على النيابة ، مضيفاً أن هذا ليس بمستغرب على أجهزة الأمن فالسوابق الدالة على ذلك كثيرة ..
وطالب النائب بالافراج عن الشباب فوراً أو تحويلهم للنيابة ، مضيفاً أنه على يقين أن التاريخ سيقول كلمته فى هذا العهد الذي شهد إعتقالات وإختطافات لا تلتزم بقانون أو مبادئ!
مضيفاً أن هؤلاء الشاب فى مقتبل العمر وتعيش أسرهم حالة من عدم الوعي ويقتلهم الخوف والقلق والإنتظار ، لا يعرفون لماذا اختطف أبنائهم أو متى سيفرج عنهم !
متسائلاً : من يتحمل وزر هذه المعاناة التي عاشتها هذه الاسرة فى الدنيا والآخره؟
ومن يتحمل وزر معاناة الشباب على أيدي زبانية يفتقدون كل القيم سوى القدرة على الإنتهاك والتعذيب ؟؟
وكان موقع نافذة مصر قد أنفرد بنشر قصة إختطاف الشبان الأربعة منذ أكثر من شهر ، وتدور معلومات حول أن عدد المختطفين يقترب من 40فرداً ، بالإضافة إلى مصري يقيم فى لندن تم إختطافه من مطار القاهرة أثناء رحلة عودته قبل شهرين ونصف ، ولم يعرف عنه أي شيئ منذ ذلك الحين
السبت، 13 يونيو 2009
وفاة الداعية الكبير الدكتور/ فتحي يكن الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية فى لبنان
أعُلن صباح اليوم السبت 13/6 في بيروت عن وفاة المفكر الإسلامي الكبير والداعية "فتحي يكن" الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية فى لبنان عن عمر يناهز 76 عاما، قضى أغلبها في خدمة الدين والدعوة إلى الله.
نشأته
والداعية فتحي يكن (ولد في طرابلس 9 فبراير 1933)، وهو رجل دين وسياسي لبناني من أصل تركي.
وانخرط "فتحي يكن" في العمل الإسلامي في لبنان منذ الخمسينيات وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان، والتي نشأت في عقد الخمسينيات متأثرة بجهود الإخوان السوريين وعلي رأسهم الشيخ مصطفي السباعي.
وأصبح الداعية فتحي يكن بين 1962 و 1992 أميرا للجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين ) بلبنان.
كما أنتخب عضواً بالبرلمان اللبناني سنة 1992 .
صاحب أول محطة إذاعية فى لبنان تنطق بلسان المقاومة ..
حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ويشرف على موقع دعوة نت الإلكتروني.
قام بمبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة القائمة بين حكومة السنيورة وأحلافها والمعارضة بقيادة حسن نصرالله وميشال عون و نبيه بري، وأم المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2006 .
ينتمي إلى مدرسة سيد قطب فى التأليف ، على الرغم من أن أداءه السياسي الذي يوصف بالمعتدل.
متزوج من ابنة خاله الداعية الأستاذ حداد يكن الدكتوره / منى حداد وأسس معها جامعة إسلامية خاصة ( جامعة الجنان في طرابلس) وهي من القليلات بين نساء الحركة اللاتي عرفن بجهدهن الفكري والدعوي، وله أربع بنات و ولد.
واحد من كبار مفكري ومنظرة حركة الإخوان المسلمين ..
مؤلفاته
أصدر فتحي يكن عدة مؤلفات، ترجم معظمها لعدد من لغات العالم، وتزيد على 35 مؤلفا ومن أبرزها :
* مشكلات الدعوة والداعية.
* كيف ندعو إلى الإسلام؟
* نحو حركة إسلامية عالمية واحدة.
* الموسوعة الحركية (جزءان).
* ماذا يعني انتمائي للإسلام؟
* حركات ومذاهب في ميزان الإسلام.
* الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة.
* نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر.
* المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين.
* الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.
* الشباب والتغيير.
* المتساقطون على طريق الدعوة.
* أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي.
* قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.
* خصائص الشخصية الحركية لجماعة الإخوان المسلمين
وأسرة موقع نافذة مصر يحتسبون عند الله تعالى المفكر الكبير والداعية المجاهد فتحي يكن ويسألون الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ، وان يسكنه فسيح جناته .
نشأته
والداعية فتحي يكن (ولد في طرابلس 9 فبراير 1933)، وهو رجل دين وسياسي لبناني من أصل تركي.
وانخرط "فتحي يكن" في العمل الإسلامي في لبنان منذ الخمسينيات وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان، والتي نشأت في عقد الخمسينيات متأثرة بجهود الإخوان السوريين وعلي رأسهم الشيخ مصطفي السباعي.
وأصبح الداعية فتحي يكن بين 1962 و 1992 أميرا للجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين ) بلبنان.
كما أنتخب عضواً بالبرلمان اللبناني سنة 1992 .
صاحب أول محطة إذاعية فى لبنان تنطق بلسان المقاومة ..
حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ويشرف على موقع دعوة نت الإلكتروني.
قام بمبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة القائمة بين حكومة السنيورة وأحلافها والمعارضة بقيادة حسن نصرالله وميشال عون و نبيه بري، وأم المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2006 .
ينتمي إلى مدرسة سيد قطب فى التأليف ، على الرغم من أن أداءه السياسي الذي يوصف بالمعتدل.
متزوج من ابنة خاله الداعية الأستاذ حداد يكن الدكتوره / منى حداد وأسس معها جامعة إسلامية خاصة ( جامعة الجنان في طرابلس) وهي من القليلات بين نساء الحركة اللاتي عرفن بجهدهن الفكري والدعوي، وله أربع بنات و ولد.
واحد من كبار مفكري ومنظرة حركة الإخوان المسلمين ..
مؤلفاته
أصدر فتحي يكن عدة مؤلفات، ترجم معظمها لعدد من لغات العالم، وتزيد على 35 مؤلفا ومن أبرزها :
* مشكلات الدعوة والداعية.
* كيف ندعو إلى الإسلام؟
* نحو حركة إسلامية عالمية واحدة.
* الموسوعة الحركية (جزءان).
* ماذا يعني انتمائي للإسلام؟
* حركات ومذاهب في ميزان الإسلام.
* الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة.
* نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر.
* المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين.
* الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.
* الشباب والتغيير.
* المتساقطون على طريق الدعوة.
* أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي.
* قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.
* خصائص الشخصية الحركية لجماعة الإخوان المسلمين
وأسرة موقع نافذة مصر يحتسبون عند الله تعالى المفكر الكبير والداعية المجاهد فتحي يكن ويسألون الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ، وان يسكنه فسيح جناته .
الجمعة، 12 يونيو 2009
اسرائيل تطلق افاعي لملاحقة رجال المقاومة في فلسطين ولبنان
كشفت الصناعات الحربية الاسرائيلية عن انتاج افعى اصطناعية لملاحقة رجال المقاومة فى فلسطين ، ولبنان.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مؤخرا انّ المصانع الحربية الاسرائيلية انتجت افعى اصطناعية تحمل آلة تصوير (فيديو) في رأسها، ومزودة بأجهزة للاستشعار، وتستخدم لمطاردة المقاومين في فلسطين وجنوب لبنان، خاصة في الانفاق والكهوف والوديان.
واشارت القناة الى انّ تلك الافعى المغطاة بقماش مرقط بألوان البيئة للتمويه كالذي يرتديه الجنود عادة، قادرة على التسلل من ثقوب وفتحات بحجم قطرها، الذي لا يزيد على قطر زجاجة مرطبات عادية تقريبا.
واضافت انّ الافعى الاصطناعية تدار من جهاز كومبيوتر محمول من قبل احد الجنود في اي مكان يتواجد فيه، ومنه يبث اليها الاوامر ويوجهها، مشيرة الى انّ علماء الحيوان الاسرائيليين درسوا تحركات وتنقلات الافاعي والثعابين في مختلف الحالات والمواقع الجغرافية، ثم زودوا المنتج للافعى الاصطناعية بمعلوماتهم بحيث تم انتاجها لتبدو وكانها افعى طبيعية من نتاج البيئة المحلية تماما.
والافعى التي اعدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي تقريرا عنها ليلة الاربعاء الماضي يمكنها في الحالات الحرجة ان تتحول الى 'افعى انتحارية' فتنفجر قنبلة مدسوسة فيها لتدك المكان الذي وصلت اليه.
وما زال انتاج الافعى البالغ طولها مترين في مرحلة التجارب الاولية، وفق ما ذكره التلفزيون الاسرائيلي في تقريره، ناقلا عن مصدر عسكري انه سيتم الحاقها بوحدات للجيش عند انتاجها بكميات، ومن بعدها سيضطر من تتأبط الافعى بهم شرا الى البحث عن سلاح مضاد.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مؤخرا انّ المصانع الحربية الاسرائيلية انتجت افعى اصطناعية تحمل آلة تصوير (فيديو) في رأسها، ومزودة بأجهزة للاستشعار، وتستخدم لمطاردة المقاومين في فلسطين وجنوب لبنان، خاصة في الانفاق والكهوف والوديان.
واشارت القناة الى انّ تلك الافعى المغطاة بقماش مرقط بألوان البيئة للتمويه كالذي يرتديه الجنود عادة، قادرة على التسلل من ثقوب وفتحات بحجم قطرها، الذي لا يزيد على قطر زجاجة مرطبات عادية تقريبا.
واضافت انّ الافعى الاصطناعية تدار من جهاز كومبيوتر محمول من قبل احد الجنود في اي مكان يتواجد فيه، ومنه يبث اليها الاوامر ويوجهها، مشيرة الى انّ علماء الحيوان الاسرائيليين درسوا تحركات وتنقلات الافاعي والثعابين في مختلف الحالات والمواقع الجغرافية، ثم زودوا المنتج للافعى الاصطناعية بمعلوماتهم بحيث تم انتاجها لتبدو وكانها افعى طبيعية من نتاج البيئة المحلية تماما.
والافعى التي اعدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي تقريرا عنها ليلة الاربعاء الماضي يمكنها في الحالات الحرجة ان تتحول الى 'افعى انتحارية' فتنفجر قنبلة مدسوسة فيها لتدك المكان الذي وصلت اليه.
وما زال انتاج الافعى البالغ طولها مترين في مرحلة التجارب الاولية، وفق ما ذكره التلفزيون الاسرائيلي في تقريره، ناقلا عن مصدر عسكري انه سيتم الحاقها بوحدات للجيش عند انتاجها بكميات، ومن بعدها سيضطر من تتأبط الافعى بهم شرا الى البحث عن سلاح مضاد.
الخميس، 11 يونيو 2009
فارس بركات لـ(إخوان أون لاين): لن أترك حقي
- الأمن يتعامل بقسوة وقوة وعنف شديد لا يعقل
- تعلمنا في الإخوان أن نواجه كل شيء بصبر وثبات
- أريد تحقيقات شفافة وألا يكون هناك أي اعتبارٍ لأية جهة
حوار- حسين محمود:
"فارس بركات" هو ضحية جهاز أمن الدولة بدمنهور الذي تم إلقاؤه من شرفة الدور الرابع بعقار بشارع الموازين بمدينة دمنهور بواسطة المخبر السري جمال طايع بناءً على تعليمات الرائد ناجي الجمال الضابط بمباحث أمن الدولة بدمنهور؛ وذلك أثناء حملة الاعتقالات التي طالت 24 شخصًا ينتمون لجماعة الإخوان مساء السابع عشر من مايو الماضي.
بركات مصاب بأربعة كسور بالفخذ والحوض والرجل اليسرى وعظمة الأنف؛ فضلاً عن أنه يعاني في الأساس من عجزٍ بالقدم اليمنى.. يمكث في مركزٍ طبي بمحافظة الإسكندرية يستكمل فيه علاجه وقد حالت الظروف الأمنية المشددة على مستشفى دمنهور التعليمي الذي وضع فارس بركات تحت الحراسة المشددة عقب دخوله دون إجراء حوارٍ معه.. لكن (إخوان أون لاين) استطاع رغم كل التضييقات الوصول إلى بركات عبر الهاتف ليجري معه هذا الحوار السريع، وإلى نص الحوار..
* لو عدنا سريعًا إلى يوم 17 مايو الماضي في وقعة إلقائكم من الدور الرابع.. ماذا حدث؟
** كنت بصحبة زوجتي في زيارة لصديقنا أحمد عيد الذي دعا مجموعة أخرى من أصدقائنا، وأثناء وجودنا عنده فوجئنا بطرقٍ شديد على الباب فاتجهت نحو شرفة البلكونة لأرى ماذا يجري؛ ففوجئت بأن الطرق الشديد تحول في ثوانٍ إلى كسرٍ لباب الشقة ودخول قوات أمنية كبيرة بطريقة بشعة أصابت الأطفال الموجودين بخوفٍ وهلعٍ شديدين، وبكاء لا يتوقف، وكل ما أتذكره بعدها أثناء شدنا وجذبنا مع الأمن ورفضنا أسلوبه الهمجي في التفتيش وإصراره على ذعر الأطفال أن ناجي الجمال- الضابط بمباحث أمن الدولة- والذي كان موجودًا سمعته يقول لأحد المخبرين "هات الواد ده- يقصدني- ويلاّ ارميه" وكل ذلك أشعر أنه لم يأخذ إلا ثوانٍ في ظل الفوضى الموجودة.
لم أحس بعدها بنفسي إلا في قسم الإفاقة بمستشفى دمنهور التعليمي أعاني من كسورٍ شديدةٍ بجسمي رغم عجزي في قدمي اليمنى التي أُصيبت وأنا طفل صغير.
وأُجريت أولى العمليات لي بعدها بأيام، وتم تحويلي إلى المركز الطبي بسموحة في انتظار العملية الثانية أيضًا بعد أيام.
* هل قمت بالتوقيع على هذه الأحداث بمباحث بندر دمنهور؟
** لا أتذكر ما حدث يومها بالتحديد، فحالتي كانت صعبة للغاية، خاصةً أن المقدم محمد عمار بمباحث بندر دمنهور جاء لي بعد الوقعة بيومٍ واحدٍ على ما أذكر وأخذ مني أقوالي، لكن بصدق لا أتذكر ماذا قلت له!!.
وحشية
وحشية الأمن تظهر على وجه الضحية فارس بركات
* كيف ترى الأسلوب الأمني الذي تعامل معك وأنت الآن بسببه طريح الفراش؟
** أولاً: أسلوب أمني غير مسئول ويتعامل بوحشية وقسوة وعنف شديد لا يعقل مع أننا مسالمون، ولسنا إرهابيين أو متطرفين.. ولكن هذه طبيعة الأمن في عصرنا الحالي، والتي تجاوزت الأخلاق والقانون والأعراف.
ثانيًا: لا زلتُ حزينًا من وضع كلابشات بيدي أثناء مرضي مع أنني لا حول لي ولا قوة، وهذا يوضح التعامل الأمني غير العاقل وغير الإنساني حتى مع المرضى.
* هل يمكن أن تحدثنا عن حال الأسرة الآن بعد هذه الوقعة؟
** الحمد لله على كل شيء.. والأسرة بخير وتعرف أننا نواجه ابتلاءً وموقفًا صعبًا، لكننا جميعًا متماسكون ومُصرون على السير في طريق الحق.
* هل يمكن أن تتراجع تحت أي ضغوطٍ أمنية عن مطالبتك بمحاكمة الجاني؟
** لن نترك حقنا ولن نتراجع عنه مهما كانت الضغوط علينا، فليس هناك ضغوط أكثر مما أراه وأحسه الآن وأنا على فراش المرض.. فليفعلوا ما يشاءون، وأنا أطمئن إخواني أننا بخير ومستمرون في المطالبة بحقوقنا والحمد لله، كما سمعت أن التعاطف مع قضيتي كبير للغاية، وهذا بفضل الله عليَّ، وأسأله تعالى أن ينتقم ممن ظلمنا.
كذب
* لكن الأجهزة الأمنية تزعم أنك ألقيتَ بنفسك، وأن الإخوان يروجون هذه القضية كذبًا؟
** هذا كلام غير حقيقي.. مش ممكن أرمي نفسي.. أرميها للتهلكة.. وأرمي نفسي عشان إيه شهر اعتقال ولا شهرين ولا شهور؟.. نحن تعلمنا في مدرسة الإخوان أن نواجه كل شيءٍ بصبرٍ وثبات ونحتسب أي ظلم يقع علينا سواء من اعتقالٍ أو غيره في سبيل الله.
* ماذا تريد من النيابة والجهات التي تتابع قضيتك؟
** أريد تحقيقات شفافة، وألا يوضع اعتبار لأية جهة في الأمر، وأن يمنح صاحب الحق حقه بالقانون فإخفاء حقي تحت أي اسم باطل، فلن أتركه في الدنيا أو الآخرة، والله حسبي ونعم الوكيل.
- تعلمنا في الإخوان أن نواجه كل شيء بصبر وثبات
- أريد تحقيقات شفافة وألا يكون هناك أي اعتبارٍ لأية جهة
حوار- حسين محمود:
"فارس بركات" هو ضحية جهاز أمن الدولة بدمنهور الذي تم إلقاؤه من شرفة الدور الرابع بعقار بشارع الموازين بمدينة دمنهور بواسطة المخبر السري جمال طايع بناءً على تعليمات الرائد ناجي الجمال الضابط بمباحث أمن الدولة بدمنهور؛ وذلك أثناء حملة الاعتقالات التي طالت 24 شخصًا ينتمون لجماعة الإخوان مساء السابع عشر من مايو الماضي.
بركات مصاب بأربعة كسور بالفخذ والحوض والرجل اليسرى وعظمة الأنف؛ فضلاً عن أنه يعاني في الأساس من عجزٍ بالقدم اليمنى.. يمكث في مركزٍ طبي بمحافظة الإسكندرية يستكمل فيه علاجه وقد حالت الظروف الأمنية المشددة على مستشفى دمنهور التعليمي الذي وضع فارس بركات تحت الحراسة المشددة عقب دخوله دون إجراء حوارٍ معه.. لكن (إخوان أون لاين) استطاع رغم كل التضييقات الوصول إلى بركات عبر الهاتف ليجري معه هذا الحوار السريع، وإلى نص الحوار..
* لو عدنا سريعًا إلى يوم 17 مايو الماضي في وقعة إلقائكم من الدور الرابع.. ماذا حدث؟
** كنت بصحبة زوجتي في زيارة لصديقنا أحمد عيد الذي دعا مجموعة أخرى من أصدقائنا، وأثناء وجودنا عنده فوجئنا بطرقٍ شديد على الباب فاتجهت نحو شرفة البلكونة لأرى ماذا يجري؛ ففوجئت بأن الطرق الشديد تحول في ثوانٍ إلى كسرٍ لباب الشقة ودخول قوات أمنية كبيرة بطريقة بشعة أصابت الأطفال الموجودين بخوفٍ وهلعٍ شديدين، وبكاء لا يتوقف، وكل ما أتذكره بعدها أثناء شدنا وجذبنا مع الأمن ورفضنا أسلوبه الهمجي في التفتيش وإصراره على ذعر الأطفال أن ناجي الجمال- الضابط بمباحث أمن الدولة- والذي كان موجودًا سمعته يقول لأحد المخبرين "هات الواد ده- يقصدني- ويلاّ ارميه" وكل ذلك أشعر أنه لم يأخذ إلا ثوانٍ في ظل الفوضى الموجودة.
لم أحس بعدها بنفسي إلا في قسم الإفاقة بمستشفى دمنهور التعليمي أعاني من كسورٍ شديدةٍ بجسمي رغم عجزي في قدمي اليمنى التي أُصيبت وأنا طفل صغير.
وأُجريت أولى العمليات لي بعدها بأيام، وتم تحويلي إلى المركز الطبي بسموحة في انتظار العملية الثانية أيضًا بعد أيام.
* هل قمت بالتوقيع على هذه الأحداث بمباحث بندر دمنهور؟
** لا أتذكر ما حدث يومها بالتحديد، فحالتي كانت صعبة للغاية، خاصةً أن المقدم محمد عمار بمباحث بندر دمنهور جاء لي بعد الوقعة بيومٍ واحدٍ على ما أذكر وأخذ مني أقوالي، لكن بصدق لا أتذكر ماذا قلت له!!.
وحشية
وحشية الأمن تظهر على وجه الضحية فارس بركات
* كيف ترى الأسلوب الأمني الذي تعامل معك وأنت الآن بسببه طريح الفراش؟
** أولاً: أسلوب أمني غير مسئول ويتعامل بوحشية وقسوة وعنف شديد لا يعقل مع أننا مسالمون، ولسنا إرهابيين أو متطرفين.. ولكن هذه طبيعة الأمن في عصرنا الحالي، والتي تجاوزت الأخلاق والقانون والأعراف.
ثانيًا: لا زلتُ حزينًا من وضع كلابشات بيدي أثناء مرضي مع أنني لا حول لي ولا قوة، وهذا يوضح التعامل الأمني غير العاقل وغير الإنساني حتى مع المرضى.
* هل يمكن أن تحدثنا عن حال الأسرة الآن بعد هذه الوقعة؟
** الحمد لله على كل شيء.. والأسرة بخير وتعرف أننا نواجه ابتلاءً وموقفًا صعبًا، لكننا جميعًا متماسكون ومُصرون على السير في طريق الحق.
* هل يمكن أن تتراجع تحت أي ضغوطٍ أمنية عن مطالبتك بمحاكمة الجاني؟
** لن نترك حقنا ولن نتراجع عنه مهما كانت الضغوط علينا، فليس هناك ضغوط أكثر مما أراه وأحسه الآن وأنا على فراش المرض.. فليفعلوا ما يشاءون، وأنا أطمئن إخواني أننا بخير ومستمرون في المطالبة بحقوقنا والحمد لله، كما سمعت أن التعاطف مع قضيتي كبير للغاية، وهذا بفضل الله عليَّ، وأسأله تعالى أن ينتقم ممن ظلمنا.
كذب
* لكن الأجهزة الأمنية تزعم أنك ألقيتَ بنفسك، وأن الإخوان يروجون هذه القضية كذبًا؟
** هذا كلام غير حقيقي.. مش ممكن أرمي نفسي.. أرميها للتهلكة.. وأرمي نفسي عشان إيه شهر اعتقال ولا شهرين ولا شهور؟.. نحن تعلمنا في مدرسة الإخوان أن نواجه كل شيءٍ بصبرٍ وثبات ونحتسب أي ظلم يقع علينا سواء من اعتقالٍ أو غيره في سبيل الله.
* ماذا تريد من النيابة والجهات التي تتابع قضيتك؟
** أريد تحقيقات شفافة، وألا يوضع اعتبار لأية جهة في الأمر، وأن يمنح صاحب الحق حقه بالقانون فإخفاء حقي تحت أي اسم باطل، فلن أتركه في الدنيا أو الآخرة، والله حسبي ونعم الوكيل.
أما آن لحكام المسلمين أن يستمدوا النصر من الله؟!!
رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فإننا نعتز بأنْ هدانا الله للإيمان، واختارنا لحمْل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين، ونسأل الله أن يثبِّتنا على الحق حتى نلقاه، وأن يُنزل السكينة والطمأنينة علينا، وأن يمنحَنا العونَ والتأييد حتى نعيد الإسلام للحياة من جديد.
أيها الحكام المسلمون.. أيها الناس أجمعون..
اعلموا أن الرائد لا يكذب أهله، وأنني لكم ناصحٌ أمين، يريد الخير لكل إنسان دون تفرقة بينهم بدين أو جنس أو عِرق أو لون، فهذه حقيقة الإسلام الصحيح كما يفهمه الإخوان المسلمون؛ ففعل الخير عندنا من موجبات الفلاح: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: 77)، وقد دخل رجل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا، ودخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فكيف بمَن يقيل عثرة إنسان؟ وكيف بمن يحبس إنسانًا ظلمًا وعدوانًا؟! بل كيف بمن يعذب إنسانًا ويُهدر آدميته ويعتدي على كرامته؟.. ألا ما أعظمه من دين، لو كانوا يعلمون!.
حقائق وثوابت لا تتبدل
اعلموا يا قوم أن الإسلام هو رحمة الله للعالمين، والهدَى لمن يتخبَّط في الضلالات، وغير الإسلام من مبادئ وفلسفات نارٌ تحرق الأخضر واليابس، وسراب ﴿يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ (النور: من الآية 39).
واعلموا أن في ديننا الأمن والأمان للخائفين، والعدل والإنصاف للمظلومين، والحرية للمضطهدين والمعذّبين، والظلال الوارف لمن يريدون أن يستريحوا من هجير النظم العالمية التي تأكد فشلها.. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه: من الآية 123).
واعلموا أن تلك النظم قد زاد طغيانها، وكثر فسادها، وعمَّ شقاؤها، وأنزلت بالبشرية خوفًا وفقرًا واضطرابًا، وأسالت منهم المدامع مدرارًا، وأراقت الدماء أنهارًا، ونشرت الهلاك والدمار في كل مكان حلَّت به... وأضحى العالم ينحدر إلى هوَّة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (طه: من الآية 124).
واعلموا أن أعداء الإسلام يريدون القضاء على الإسلام، ويسعَون لإطفاء نوره، وهيهات أن يتحقق لهم ذلك!! قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32).
واعلموا يا قوم أن أعداءكم يريدون صرفَكم عن دينكم الذى هو مصدر عزتكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة.. ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: من الآية 217).
واعلموا أن الأعداء تفرَّقوا فيما بينهم شيعًا وأحزابًا، وبينهم خصومات وعداوات دفينة من أعماق التاريخ، وتحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى، ولم يتفقوا ولم يتَّحدوا إلا على شيء واحد؛ ألا وهو حرب الإسلام وأهله.. يساندهم في ذلك من يسارعون فيهم والقائلون: ﴿نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (المائدة: 52)، ولعل هؤلاء وأولئك امتدادٌ لتجمع الأحزاب على المدينة، ولعل الله أن يرسل عليهم من يفرِّق جمعهم ويشتِّت شملهم ويردُّهم على أعقابهم خاسئين.
واعلموا أيها الراشدون أن الإسلام منتصر بإذن الله؛ لأن الله وعد بنصره ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47).
أسباب الهزيمة
لله في الكون نواميس وسنن لا تتخلَّف، وله جلَّ شأنه في المجتمعات والأمم قوانين وسنن لا تتبدَّل إلا أن يشاء الله، ومن ذلك أنه جعل للهزيمة مسببات، وللنصر مقدمات، وهزيمة يونيو ونكستها كارثة حلَّت بالأمة، نالت من عزتها، وحطَّت من كرامتها، وآثارها باقية، ولا تزال الأمة تدفع ثمنها، وتؤثر في مسيرتها.
لقد كان ضياع الحريات والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان، وشيوع الاستبداد، والمراكز الخفية التى كانت تحكم مصر- فضلاً عن الحرب الضروس التي شُنَّت على أبناء الحركة الإسلامية وتعليق رجالاتها على أعواد المشانق، والزجّ بعشرات الألوف من أعضائها فى السجون والمعتقلات، وتعذيبهم وانتهاك آدميتهم..- كل ذلك وغيره كان مقدمةً لهزيمة يونيو 67.
وبدلاً من أن تستفيد الأمة من النكسة بالتعرف على أسبابها فتتوقَّاها؛ أخذت تلهث وارء عدوِّها تستجدي منه سلامًا، الاستسلام أهون منه، وتبحث عن صلح فيه صفع لكل القيم والمبادئ، وضياع للحقوق والمقدسات.
أسباب الانتصار
وأسباب النصر لهذه الأمة واضحة جلية، ومن أهمها:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (سورة النور: من الآية 55)، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: "عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ؛ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ".
2- طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والوحدة وعدم التنازع، فمقتضى الإيمان يوجب على المسلم ذلك: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46)، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7).
3- التوكل على الله مع اليقين التام بأن من ينصره فهو المنتصر: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (آل عمران: 160).
4- الصبر، فطريق النصر ابتلاء ومحن ومواجهة للخصوم والأعداء، ولا يعين على اجتيازها إلا الصبر.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 153)، ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 250).
5- الثبات والذكر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الأنفال: 45)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾ (الأنفال: 15)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، ومنها "التَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ" (رواه الْبُخَارِيُّ).
6- الأخذ بأسباب القوة، وأولها: العلم النافع، والتخطيط الجيد، والإدارة الفاعلة، والتنمية الشاملة، وثانيها: احترام إرادة الأمة وإطلاق الحريات العامة، وثالثها: الفصل الحقيقي بين السلطات التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، فضلاً عن تنفيذ أحكام القضاء.
إن القوة هي السبيل الوحيد لإقرار السلام في المنطقة؛ لأنها تُرهب العدو فلا يجترئ على العدوان؛ ولذلك قال: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 60)، كما أنها ترهب الطابور الخامس المتترس بالأعداء، والخائف على نفسه، وقبل هذه الآية يطمئن المسلم فيقول: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾ (الأنفال: 59)، وبعدها يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنفال: 61).
فنحن لا نريد حربًا لذات الحرب كما يفعلون، ولكننا نقبل أن نسالم من يرغب في مسالمتنا ولا نستجديه منه، ولا نقبل في سلمنا إلا باسترداد حقِّنا كاملاً، مع اليقين بأن قرارات الهيئات الأممية لا تفرض علينا باطلها ولا تمنعنا من استرداد حقنا، وليعلم حكامنا أن استرداد الحقوق لا يكون عبر موائد المفاوضات، وقد جرَّبت الأمة قرنًا من الزمان بل أكثر، فهل استردَّت حقًّا، وليعلموا أن ما يدور ملهاة لكسب الوقت ولإقرار الباطل، ويحسبون أن الحق يُنسى مع طول الأمد.. وغاب عنهم أن ثمةَ حقوقًا لا يأتي عليها النسيان، وليعلموا أن القدس لن تُنسى، وأن اللاجئين وإن وُلِدوا في الشتات، وعلى غير أرضهم، فلن تقر أعينهم إلا بافتراش أرض فلسطين الحبيبة على قلوبهم وقلب كل مسلم.
7- الحذر من الموالين لأعدائنا وما يسمى بالطابور الخامس؛ فإن خطر هؤلاء على المسلمين أشدُّ من خطر الأعداء المجاهرين بالعداء: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 4).
8- توقي أسباب الهزيمة والضعف، وهي تتلخص في:
(أ) نقض عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: وذكر منها: وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ" (ابن ماجه).
(ب) الوهن: وهو ينجم عن حب الدنيا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ﴾ (التوبة: من الآية 38)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" (أبو داود).
(ج) عدم الاستعداد الكافي لمواجهة من يهدد أمننا القومي.
(د) التنازع والتفرق والعداوة والتقاتل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)﴾ (الأنفال).
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان؟!
هذا التنازع أحيا ما قضى عليه الإسلام من قبلية وعشائرية وطائفية ومذهبية وعائلية، وأضحت هي المشعلة للحروب بين المسلمين، ويعمل الحيلولة دون إخماد ناره، بالوقوف في وجه كل من يتدخل للصلح بين متخاصمين من المسلمين، دولاً أو قبائل أو شعوبًا.
(هـ) الاستعانة بالأعداء في استرداد حقهم، مع أنهم هم الذين منحوا اليهود صكًّا بشرعية الاغتصاب والاحتلال، وما زالوا له سندًا وظهيرًا لتثبيت أقدامه فيما احتلوه، ويمدونهم بالعتاد والسلاح لبسط سيطرتهم ونفوذهم فيما حولهم، ويصدرون من القرارات ما يدعمهم في مواجهتهم مع المقاومة، ويستخدمون حق النقض "الفيتو" في كل ما من شأنه يؤثر في وجودهم..
أيها الحكام المسلمون..
هذه حقائق قرآنية لا يماري فيها أحد، وثوابت إيمانية لا شك فيها ولا مراء، ولا حياة لنا بدونها، ولا عزة ولا كرامة لنا بغيرها، فهل آن لكم أن تسطِّروا صفحةً من المجد في تاريخ الأمة، الحافل بصفحات المجد؟!.
هل آن لكم أن تقفوا مع أنفسكم وقفة محاسبة خالصة، تؤذِن لكم وللشعب برجعة صادقة إلى الله، وتوكلٍ تامٍّ عليه، واستعانةٍ كاملةٍ به في مواجهتنا مع أعدائنا، حتى يسمعوا لصوتنا، ويعلموا أننا جادُّون في استرداد حقنا ومقدساتنا؟!.
وأما آن لكم أن تصطلحوا مع شعوبكم وتتناغموا معهم في غضبتهم لله، ورغبتهم في نصرة دين الله ومناصرة إخوانهم في فلسطين والعراق وأفغانستان ومدِّهم بكل مقومات الحياة ومواجهة الأعداء؟!.
أما آن لكم أن تصطلحوا مع ربكم، وتعقدوا معه بيعةً على الجهاد في سبيل الله؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تأخذوا من صيحة "الله أكبر" التي كانت شعارًا للمجاهدين في نصر رمضان العظيم، والسادس من أكتوبر، عظةً وعبرةً، ولو أنهم ثبتوا عليها للنهاية لكان فيها نهاية لأتون الحرب في المنطقة؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تجدِّدوا صيحة "الله أكبر" في وجه عدونا، ترهبون بها عدوَّ الله وعدوَّكم، ويدبّ بسببها الرعب في قلوبهم، وبها ينزل الله السكينة في قلوب المؤمنين، ويحقق لنا نصره الذي وعد.. ﴿..وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فإننا نعتز بأنْ هدانا الله للإيمان، واختارنا لحمْل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين، ونسأل الله أن يثبِّتنا على الحق حتى نلقاه، وأن يُنزل السكينة والطمأنينة علينا، وأن يمنحَنا العونَ والتأييد حتى نعيد الإسلام للحياة من جديد.
أيها الحكام المسلمون.. أيها الناس أجمعون..
اعلموا أن الرائد لا يكذب أهله، وأنني لكم ناصحٌ أمين، يريد الخير لكل إنسان دون تفرقة بينهم بدين أو جنس أو عِرق أو لون، فهذه حقيقة الإسلام الصحيح كما يفهمه الإخوان المسلمون؛ ففعل الخير عندنا من موجبات الفلاح: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: 77)، وقد دخل رجل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا، ودخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فكيف بمَن يقيل عثرة إنسان؟ وكيف بمن يحبس إنسانًا ظلمًا وعدوانًا؟! بل كيف بمن يعذب إنسانًا ويُهدر آدميته ويعتدي على كرامته؟.. ألا ما أعظمه من دين، لو كانوا يعلمون!.
حقائق وثوابت لا تتبدل
اعلموا يا قوم أن الإسلام هو رحمة الله للعالمين، والهدَى لمن يتخبَّط في الضلالات، وغير الإسلام من مبادئ وفلسفات نارٌ تحرق الأخضر واليابس، وسراب ﴿يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ (النور: من الآية 39).
واعلموا أن في ديننا الأمن والأمان للخائفين، والعدل والإنصاف للمظلومين، والحرية للمضطهدين والمعذّبين، والظلال الوارف لمن يريدون أن يستريحوا من هجير النظم العالمية التي تأكد فشلها.. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه: من الآية 123).
واعلموا أن تلك النظم قد زاد طغيانها، وكثر فسادها، وعمَّ شقاؤها، وأنزلت بالبشرية خوفًا وفقرًا واضطرابًا، وأسالت منهم المدامع مدرارًا، وأراقت الدماء أنهارًا، ونشرت الهلاك والدمار في كل مكان حلَّت به... وأضحى العالم ينحدر إلى هوَّة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (طه: من الآية 124).
واعلموا أن أعداء الإسلام يريدون القضاء على الإسلام، ويسعَون لإطفاء نوره، وهيهات أن يتحقق لهم ذلك!! قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32).
واعلموا يا قوم أن أعداءكم يريدون صرفَكم عن دينكم الذى هو مصدر عزتكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة.. ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: من الآية 217).
واعلموا أن الأعداء تفرَّقوا فيما بينهم شيعًا وأحزابًا، وبينهم خصومات وعداوات دفينة من أعماق التاريخ، وتحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى، ولم يتفقوا ولم يتَّحدوا إلا على شيء واحد؛ ألا وهو حرب الإسلام وأهله.. يساندهم في ذلك من يسارعون فيهم والقائلون: ﴿نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (المائدة: 52)، ولعل هؤلاء وأولئك امتدادٌ لتجمع الأحزاب على المدينة، ولعل الله أن يرسل عليهم من يفرِّق جمعهم ويشتِّت شملهم ويردُّهم على أعقابهم خاسئين.
واعلموا أيها الراشدون أن الإسلام منتصر بإذن الله؛ لأن الله وعد بنصره ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47).
أسباب الهزيمة
لله في الكون نواميس وسنن لا تتخلَّف، وله جلَّ شأنه في المجتمعات والأمم قوانين وسنن لا تتبدَّل إلا أن يشاء الله، ومن ذلك أنه جعل للهزيمة مسببات، وللنصر مقدمات، وهزيمة يونيو ونكستها كارثة حلَّت بالأمة، نالت من عزتها، وحطَّت من كرامتها، وآثارها باقية، ولا تزال الأمة تدفع ثمنها، وتؤثر في مسيرتها.
لقد كان ضياع الحريات والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان، وشيوع الاستبداد، والمراكز الخفية التى كانت تحكم مصر- فضلاً عن الحرب الضروس التي شُنَّت على أبناء الحركة الإسلامية وتعليق رجالاتها على أعواد المشانق، والزجّ بعشرات الألوف من أعضائها فى السجون والمعتقلات، وتعذيبهم وانتهاك آدميتهم..- كل ذلك وغيره كان مقدمةً لهزيمة يونيو 67.
وبدلاً من أن تستفيد الأمة من النكسة بالتعرف على أسبابها فتتوقَّاها؛ أخذت تلهث وارء عدوِّها تستجدي منه سلامًا، الاستسلام أهون منه، وتبحث عن صلح فيه صفع لكل القيم والمبادئ، وضياع للحقوق والمقدسات.
أسباب الانتصار
وأسباب النصر لهذه الأمة واضحة جلية، ومن أهمها:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (سورة النور: من الآية 55)، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: "عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ؛ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ".
2- طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والوحدة وعدم التنازع، فمقتضى الإيمان يوجب على المسلم ذلك: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46)، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7).
3- التوكل على الله مع اليقين التام بأن من ينصره فهو المنتصر: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (آل عمران: 160).
4- الصبر، فطريق النصر ابتلاء ومحن ومواجهة للخصوم والأعداء، ولا يعين على اجتيازها إلا الصبر.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 153)، ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 250).
5- الثبات والذكر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الأنفال: 45)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾ (الأنفال: 15)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، ومنها "التَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ" (رواه الْبُخَارِيُّ).
6- الأخذ بأسباب القوة، وأولها: العلم النافع، والتخطيط الجيد، والإدارة الفاعلة، والتنمية الشاملة، وثانيها: احترام إرادة الأمة وإطلاق الحريات العامة، وثالثها: الفصل الحقيقي بين السلطات التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، فضلاً عن تنفيذ أحكام القضاء.
إن القوة هي السبيل الوحيد لإقرار السلام في المنطقة؛ لأنها تُرهب العدو فلا يجترئ على العدوان؛ ولذلك قال: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 60)، كما أنها ترهب الطابور الخامس المتترس بالأعداء، والخائف على نفسه، وقبل هذه الآية يطمئن المسلم فيقول: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾ (الأنفال: 59)، وبعدها يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنفال: 61).
فنحن لا نريد حربًا لذات الحرب كما يفعلون، ولكننا نقبل أن نسالم من يرغب في مسالمتنا ولا نستجديه منه، ولا نقبل في سلمنا إلا باسترداد حقِّنا كاملاً، مع اليقين بأن قرارات الهيئات الأممية لا تفرض علينا باطلها ولا تمنعنا من استرداد حقنا، وليعلم حكامنا أن استرداد الحقوق لا يكون عبر موائد المفاوضات، وقد جرَّبت الأمة قرنًا من الزمان بل أكثر، فهل استردَّت حقًّا، وليعلموا أن ما يدور ملهاة لكسب الوقت ولإقرار الباطل، ويحسبون أن الحق يُنسى مع طول الأمد.. وغاب عنهم أن ثمةَ حقوقًا لا يأتي عليها النسيان، وليعلموا أن القدس لن تُنسى، وأن اللاجئين وإن وُلِدوا في الشتات، وعلى غير أرضهم، فلن تقر أعينهم إلا بافتراش أرض فلسطين الحبيبة على قلوبهم وقلب كل مسلم.
7- الحذر من الموالين لأعدائنا وما يسمى بالطابور الخامس؛ فإن خطر هؤلاء على المسلمين أشدُّ من خطر الأعداء المجاهرين بالعداء: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 4).
8- توقي أسباب الهزيمة والضعف، وهي تتلخص في:
(أ) نقض عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: وذكر منها: وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ" (ابن ماجه).
(ب) الوهن: وهو ينجم عن حب الدنيا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ﴾ (التوبة: من الآية 38)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" (أبو داود).
(ج) عدم الاستعداد الكافي لمواجهة من يهدد أمننا القومي.
(د) التنازع والتفرق والعداوة والتقاتل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)﴾ (الأنفال).
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان؟!
هذا التنازع أحيا ما قضى عليه الإسلام من قبلية وعشائرية وطائفية ومذهبية وعائلية، وأضحت هي المشعلة للحروب بين المسلمين، ويعمل الحيلولة دون إخماد ناره، بالوقوف في وجه كل من يتدخل للصلح بين متخاصمين من المسلمين، دولاً أو قبائل أو شعوبًا.
(هـ) الاستعانة بالأعداء في استرداد حقهم، مع أنهم هم الذين منحوا اليهود صكًّا بشرعية الاغتصاب والاحتلال، وما زالوا له سندًا وظهيرًا لتثبيت أقدامه فيما احتلوه، ويمدونهم بالعتاد والسلاح لبسط سيطرتهم ونفوذهم فيما حولهم، ويصدرون من القرارات ما يدعمهم في مواجهتهم مع المقاومة، ويستخدمون حق النقض "الفيتو" في كل ما من شأنه يؤثر في وجودهم..
أيها الحكام المسلمون..
هذه حقائق قرآنية لا يماري فيها أحد، وثوابت إيمانية لا شك فيها ولا مراء، ولا حياة لنا بدونها، ولا عزة ولا كرامة لنا بغيرها، فهل آن لكم أن تسطِّروا صفحةً من المجد في تاريخ الأمة، الحافل بصفحات المجد؟!.
هل آن لكم أن تقفوا مع أنفسكم وقفة محاسبة خالصة، تؤذِن لكم وللشعب برجعة صادقة إلى الله، وتوكلٍ تامٍّ عليه، واستعانةٍ كاملةٍ به في مواجهتنا مع أعدائنا، حتى يسمعوا لصوتنا، ويعلموا أننا جادُّون في استرداد حقنا ومقدساتنا؟!.
وأما آن لكم أن تصطلحوا مع شعوبكم وتتناغموا معهم في غضبتهم لله، ورغبتهم في نصرة دين الله ومناصرة إخوانهم في فلسطين والعراق وأفغانستان ومدِّهم بكل مقومات الحياة ومواجهة الأعداء؟!.
أما آن لكم أن تصطلحوا مع ربكم، وتعقدوا معه بيعةً على الجهاد في سبيل الله؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تأخذوا من صيحة "الله أكبر" التي كانت شعارًا للمجاهدين في نصر رمضان العظيم، والسادس من أكتوبر، عظةً وعبرةً، ولو أنهم ثبتوا عليها للنهاية لكان فيها نهاية لأتون الحرب في المنطقة؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تجدِّدوا صيحة "الله أكبر" في وجه عدونا، ترهبون بها عدوَّ الله وعدوَّكم، ويدبّ بسببها الرعب في قلوبهم، وبها ينزل الله السكينة في قلوب المؤمنين، ويحقق لنا نصره الذي وعد.. ﴿..وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
الخميس، 4 يونيو 2009
رأي الإخوان حول زيارة الرئيس الأمريكي لمصر
إنَّ مصرَ بتاريخها وأبنائها كانت وما زالت قادرةً على التصدي لكل مَن يحاول النيل منها أو العدوان عليها.
وإن كانت تمرُّ الآن بحالةٍ من الضعف وعدم الاستقرار بسبب ممارسات النظام القائم الآن، إلا أن جهودَ أبنائها لا تتوقف، وسوف تستمر؛ حتى ينال الشعب المصري حريته الحقيقية في اختيار قياداته وممثليه، وهي مستمرة حتى يتحقق الإصلاح في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنَّ حالةَ عدم الاستقرار التي يمرُّ بها وطننا الآن حالةٌ طارئةٌ بسبب الاستبداد والفساد، وإن الشعبَ المصري يقف صفًّا واحدًا ضد كلِّ محاولاتِ الغزو الخارجي وضد محاولات الهيمنة والاحتواء وضد وجود الصهاينة على أرض مصر وضد التطبيع معهم وضد الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.
ونحن على يقينٍ أن الشعب المصري- ونحن من نسيجه- لا يُعادي أحدًا من الشعوب، ويُدرك جيدًا أن الغربَ بقيادة أمريكا ينظر إلى الإسلام على أنه خطرٌ يُهدده، وأنه مصدرُ الإرهاب، كما يُدرك أيضًا أن الحملات العدوانية ضد الدول العربية والإسلامية امتداد للحملات الصليبية السابقة وهدفٌ واضحٌ للسياسة الأمريكية، ولا يمكن أن ننسى الدعم الدائم والمستمر بكل أنواعه السياسية والاقتصادية والعسكرية الذي تُقدمه أمريكا للصهاينة لسفك دماء العرب والمسلمين في فلسطين، ولا يمكن أن ينسى المصريون عدوان أمريكا الغاشم الظالم الإرهابي على أفغانستان والعراق، وغير ذلك الكثير من الأعمال التي تمارسها الحكومات الأمريكية المتتابعة ضد العرب والمسلمين ودعمها الدائم للأنظمة الاستبدادية، وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان (كما هو واضح في جوانتانامو وأبو غريب)، والتي يجب أن يُسأل عنها الرئيس الأمريكي، ومتى تنتهي، ومتى تكفُّ أمريكا عن التدخل في شئوننا.
وانطلاقًا من هذه الرؤية فإن الزيارةَ التي أعلن عنها للرئيس الأمريكي إلى مصر لإلقاء خطابٍ للعالم الإسلامي يوم 4/6/2009م تمثل في نظرنا حلقة في سلسلةٍ طويلةٍ لعلاقة مصر بأمريكا عبر عقود متعددة.
ولأن برنامجَ الزيارةِ وطبيعتها والهدف منها لم يُعلن بعد فإننا نرى أن الأمورَ بنتائجها لا بنوايا أصحابها، وأن التعليقَ على الزيارة وإبداء الرأي فيها يكون بعد أن تتم وتتضح صورتها وأهدافها وموقف النظام المصري منها، وسوف يكون لكلِّ حادثٍ حديثٌ للتعليقِ على هذه الزيارة بعد انتهائها.
وإن كانت تمرُّ الآن بحالةٍ من الضعف وعدم الاستقرار بسبب ممارسات النظام القائم الآن، إلا أن جهودَ أبنائها لا تتوقف، وسوف تستمر؛ حتى ينال الشعب المصري حريته الحقيقية في اختيار قياداته وممثليه، وهي مستمرة حتى يتحقق الإصلاح في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنَّ حالةَ عدم الاستقرار التي يمرُّ بها وطننا الآن حالةٌ طارئةٌ بسبب الاستبداد والفساد، وإن الشعبَ المصري يقف صفًّا واحدًا ضد كلِّ محاولاتِ الغزو الخارجي وضد محاولات الهيمنة والاحتواء وضد وجود الصهاينة على أرض مصر وضد التطبيع معهم وضد الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.
ونحن على يقينٍ أن الشعب المصري- ونحن من نسيجه- لا يُعادي أحدًا من الشعوب، ويُدرك جيدًا أن الغربَ بقيادة أمريكا ينظر إلى الإسلام على أنه خطرٌ يُهدده، وأنه مصدرُ الإرهاب، كما يُدرك أيضًا أن الحملات العدوانية ضد الدول العربية والإسلامية امتداد للحملات الصليبية السابقة وهدفٌ واضحٌ للسياسة الأمريكية، ولا يمكن أن ننسى الدعم الدائم والمستمر بكل أنواعه السياسية والاقتصادية والعسكرية الذي تُقدمه أمريكا للصهاينة لسفك دماء العرب والمسلمين في فلسطين، ولا يمكن أن ينسى المصريون عدوان أمريكا الغاشم الظالم الإرهابي على أفغانستان والعراق، وغير ذلك الكثير من الأعمال التي تمارسها الحكومات الأمريكية المتتابعة ضد العرب والمسلمين ودعمها الدائم للأنظمة الاستبدادية، وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان (كما هو واضح في جوانتانامو وأبو غريب)، والتي يجب أن يُسأل عنها الرئيس الأمريكي، ومتى تنتهي، ومتى تكفُّ أمريكا عن التدخل في شئوننا.
وانطلاقًا من هذه الرؤية فإن الزيارةَ التي أعلن عنها للرئيس الأمريكي إلى مصر لإلقاء خطابٍ للعالم الإسلامي يوم 4/6/2009م تمثل في نظرنا حلقة في سلسلةٍ طويلةٍ لعلاقة مصر بأمريكا عبر عقود متعددة.
ولأن برنامجَ الزيارةِ وطبيعتها والهدف منها لم يُعلن بعد فإننا نرى أن الأمورَ بنتائجها لا بنوايا أصحابها، وأن التعليقَ على الزيارة وإبداء الرأي فيها يكون بعد أن تتم وتتضح صورتها وأهدافها وموقف النظام المصري منها، وسوف يكون لكلِّ حادثٍ حديثٌ للتعليقِ على هذه الزيارة بعد انتهائها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)