الخميس، 11 يونيو 2009

فارس بركات لـ(إخوان أون لاين): لن أترك حقي

- الأمن يتعامل بقسوة وقوة وعنف شديد لا يعقل

- تعلمنا في الإخوان أن نواجه كل شيء بصبر وثبات

- أريد تحقيقات شفافة وألا يكون هناك أي اعتبارٍ لأية جهة



حوار- حسين محمود:

"فارس بركات" هو ضحية جهاز أمن الدولة بدمنهور الذي تم إلقاؤه من شرفة الدور الرابع بعقار بشارع الموازين بمدينة دمنهور بواسطة المخبر السري جمال طايع بناءً على تعليمات الرائد ناجي الجمال الضابط بمباحث أمن الدولة بدمنهور؛ وذلك أثناء حملة الاعتقالات التي طالت 24 شخصًا ينتمون لجماعة الإخوان مساء السابع عشر من مايو الماضي.



بركات مصاب بأربعة كسور بالفخذ والحوض والرجل اليسرى وعظمة الأنف؛ فضلاً عن أنه يعاني في الأساس من عجزٍ بالقدم اليمنى.. يمكث في مركزٍ طبي بمحافظة الإسكندرية يستكمل فيه علاجه وقد حالت الظروف الأمنية المشددة على مستشفى دمنهور التعليمي الذي وضع فارس بركات تحت الحراسة المشددة عقب دخوله دون إجراء حوارٍ معه.. لكن (إخوان أون لاين) استطاع رغم كل التضييقات الوصول إلى بركات عبر الهاتف ليجري معه هذا الحوار السريع، وإلى نص الحوار..



* لو عدنا سريعًا إلى يوم 17 مايو الماضي في وقعة إلقائكم من الدور الرابع.. ماذا حدث؟

** كنت بصحبة زوجتي في زيارة لصديقنا أحمد عيد الذي دعا مجموعة أخرى من أصدقائنا، وأثناء وجودنا عنده فوجئنا بطرقٍ شديد على الباب فاتجهت نحو شرفة البلكونة لأرى ماذا يجري؛ ففوجئت بأن الطرق الشديد تحول في ثوانٍ إلى كسرٍ لباب الشقة ودخول قوات أمنية كبيرة بطريقة بشعة أصابت الأطفال الموجودين بخوفٍ وهلعٍ شديدين، وبكاء لا يتوقف، وكل ما أتذكره بعدها أثناء شدنا وجذبنا مع الأمن ورفضنا أسلوبه الهمجي في التفتيش وإصراره على ذعر الأطفال أن ناجي الجمال- الضابط بمباحث أمن الدولة- والذي كان موجودًا سمعته يقول لأحد المخبرين "هات الواد ده- يقصدني- ويلاّ ارميه" وكل ذلك أشعر أنه لم يأخذ إلا ثوانٍ في ظل الفوضى الموجودة.



لم أحس بعدها بنفسي إلا في قسم الإفاقة بمستشفى دمنهور التعليمي أعاني من كسورٍ شديدةٍ بجسمي رغم عجزي في قدمي اليمنى التي أُصيبت وأنا طفل صغير.



وأُجريت أولى العمليات لي بعدها بأيام، وتم تحويلي إلى المركز الطبي بسموحة في انتظار العملية الثانية أيضًا بعد أيام.



* هل قمت بالتوقيع على هذه الأحداث بمباحث بندر دمنهور؟

** لا أتذكر ما حدث يومها بالتحديد، فحالتي كانت صعبة للغاية، خاصةً أن المقدم محمد عمار بمباحث بندر دمنهور جاء لي بعد الوقعة بيومٍ واحدٍ على ما أذكر وأخذ مني أقوالي، لكن بصدق لا أتذكر ماذا قلت له!!.



وحشية


وحشية الأمن تظهر على وجه الضحية فارس بركات

* كيف ترى الأسلوب الأمني الذي تعامل معك وأنت الآن بسببه طريح الفراش؟

** أولاً: أسلوب أمني غير مسئول ويتعامل بوحشية وقسوة وعنف شديد لا يعقل مع أننا مسالمون، ولسنا إرهابيين أو متطرفين.. ولكن هذه طبيعة الأمن في عصرنا الحالي، والتي تجاوزت الأخلاق والقانون والأعراف.



ثانيًا: لا زلتُ حزينًا من وضع كلابشات بيدي أثناء مرضي مع أنني لا حول لي ولا قوة، وهذا يوضح التعامل الأمني غير العاقل وغير الإنساني حتى مع المرضى.



* هل يمكن أن تحدثنا عن حال الأسرة الآن بعد هذه الوقعة؟

** الحمد لله على كل شيء.. والأسرة بخير وتعرف أننا نواجه ابتلاءً وموقفًا صعبًا، لكننا جميعًا متماسكون ومُصرون على السير في طريق الحق.



* هل يمكن أن تتراجع تحت أي ضغوطٍ أمنية عن مطالبتك بمحاكمة الجاني؟

** لن نترك حقنا ولن نتراجع عنه مهما كانت الضغوط علينا، فليس هناك ضغوط أكثر مما أراه وأحسه الآن وأنا على فراش المرض.. فليفعلوا ما يشاءون، وأنا أطمئن إخواني أننا بخير ومستمرون في المطالبة بحقوقنا والحمد لله، كما سمعت أن التعاطف مع قضيتي كبير للغاية، وهذا بفضل الله عليَّ، وأسأله تعالى أن ينتقم ممن ظلمنا.



كذب

* لكن الأجهزة الأمنية تزعم أنك ألقيتَ بنفسك، وأن الإخوان يروجون هذه القضية كذبًا؟

** هذا كلام غير حقيقي.. مش ممكن أرمي نفسي.. أرميها للتهلكة.. وأرمي نفسي عشان إيه شهر اعتقال ولا شهرين ولا شهور؟.. نحن تعلمنا في مدرسة الإخوان أن نواجه كل شيءٍ بصبرٍ وثبات ونحتسب أي ظلم يقع علينا سواء من اعتقالٍ أو غيره في سبيل الله.



* ماذا تريد من النيابة والجهات التي تتابع قضيتك؟

** أريد تحقيقات شفافة، وألا يوضع اعتبار لأية جهة في الأمر، وأن يمنح صاحب الحق حقه بالقانون فإخفاء حقي تحت أي اسم باطل، فلن أتركه في الدنيا أو الآخرة، والله حسبي ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات: