الاثنين، 22 فبراير 2010

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة ... فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة ... فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

الشاعر المصري : مصطفى الجزار

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ.. وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ.. ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة:
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه

الجمعة، 19 فبراير 2010

هل يترك الإخوان العمل السياسي ؟!.أ/ محمد السروجي


سؤال يُطرح بين الحين والآخر، لاعتبارات وملابسات متعددة وبأهداف ومقاصد متوافقة أو متضاربة ، لكنه في جميع الأحوال طرحٌ يبحث عن إجابة خاصة وأنه يتعلق بتيار شعبي بحجم الإخوان المسلمين ، فلماذا هذا الطرح وفي هذا التوقيت ؟ هل هو فقدان الثقة بل الأمل في النظام الحاكم ومدى فرص الإتاحة والمشاركة؟ أم إشفاق على الإخوان وما يدفعونه من فاتورة أمنية باهظة دون عائد مكافئ ؟ أم هي رؤية شخصية لأصحاب الطرح في أولويات منهج التغيير؟ أم دعوة للاستراحة وتهدئة الساحة السياسية المصرية الساخنة بل الملتهبة دائماً بسبب ما يعانيه النظام من فوبيا الإخوان ؟ وما هي تبعات هذا الطرح على الأطراف ذات الصلة؟

سيناريو التهدئة :

الطرح لا ينمُّ عن خصومة سياسية ولا شبة فكرية، لكنه سيناريو مقترح وصوت مطروح داخل وخارج الجماعة ؛ بغض النظر عن نسبته وحجمه، وبأهداف كثيرة متباينة؛ منها التقاط الأنفاس وترتيب الأوراق وترسيخ الأفكار والمفاهيم واستعادة العافية وإيجاد حالة من التهدئة العامة للساحة السياسية المصرية، بل وإعطاء فرصة للأحزاب التي طالما برَّرت ضعفها بسبب الصراع بين النظام والإخوان .

خلفيات الطرح :

يُطرح السؤال أو الرغبة في ترك الإخوان للعمل السياسي بجملة خلفيات منها :

* عدم جاهزية المناخ العام، فضلاً عن حالة التربص الأمني والاستنزاف البشري الذي تعانيه الجماعة من النظام المصري وجهازه الأمني .

* حالة الإجهاد والاحتقان التي تعانيها قواعد الجماعة كجزء من الحالة المصرية العامة فضلاً عن كون الإخوان يتحملون عبئ مشروعهم الإصلاحي وتبعاته الأمنية .

* هشاشة الأحزاب السياسية والقوى الشعبية بين الاستيعاب الأمني والحكومي؛ مما جعل الإخوان المنافس الوحيد لنظام يتحكَّم في كل مقدّرات ومؤسسات الدولة .

* غياب التأثير الفاعل في الجانب الرقابي والتشريعي لنواب المعارضة؛ بسبب الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم، والتي وصفها المفكر فهمي هويدي بأنها الجناح التشريعي لوزارة الداخلية داخل البرلمان .

* أهمية الاشتغال بالعمل الاجتماعي والتربوي، والذي سيؤدي إلى نهضة حقيقية وأن العمل السياسي هو الجزء الأخير من مشروع النهضة وبناء الأمة وليس الأول "وفقًا لطرح البعض"

منطلقات لا ردود :

* الإصلاح السياسي " بمعنى الفصل بين السلطات وعدم تغول السلطة التنفيذية ، الإصلاح التشريعي ، استقلال القضاء بصلاحياته المطلوبة والفاعلة " هو نقطة الانطلاق لإصلاح بقيَّة مجالات الحياة

* الإصلاح الشامل واجب شرعي ومطلبٌ وطني واستحقاق تاريخي، والشعب هو المعني أساسًا بأخذ المبادرة؛ لأنه لا أمل في إصلاح الحكم إلا بالضغط الشعبي

* في غياب النضال السياسي لفصيل بحجم الإخوان لن يكون هناك أيُّ نوع من الإصلاح، بل العكس هو الكائن؛ مزيد من القمع والاستبداد والفساد، ومزيد من سن وتشريع القوانين المقيدة للحريات والمنتهكة للحقوق .؟

* الإصرار على الحضور السياسي ومزاحمة النظام المستبدّ يحقق عدة أهداف؛ منها تعديل سلوك السلطة التنفيذية قدر الإمكان، ومنع تغولها وحماية حقوق المواطنين وثروات الشعب

* الاستبداد والفساد القائم منظومة واحدة وشاملة لن تسمح لأحد، سواءٌ الإخوان أو غيرهم، بممارسة أي نشاط لا يدور في فلك النظام وجهازه الأمني، سواءٌ كان هذا النشاط تربويًّا أو اجتماعيًّا أو تعليميًّا، والدليل على ذلك هيمنة الجهاز الأمني على كل مؤسسات الدولة لدرجة جمَّدت الدماء في عروق الوطن

* ممارسة العمل السياسي بأنماطه وأساليبه المتنوعة أفرز هذا الحراك السياسي والاحتجاج الاجتماعي الذي ملأ القطاعات العمالية والمهنية، وبات يهدد شعبيةَ وشرعيةَ النظام، وأوجد حالةً من الوعي ظلت مفقودةً لعقود بل أوجد كياناتٍ شعبيةً جديدةً وواعدةً

* ترك العمل السياسي لفترة أيًّا كان السبب سيعمل على تآكل الرصيد الميداني؛ ليس للإخوان فقط، بل لكل الكيانات السياسية والشعبية على الساحة

* النضال السياسي هو حائط الصد وخط الدفاع وميدان المزاحمة لفصيل شعبي مصرّ على النهج السلمي في الإصلاح والتغيير

وأخيراً.... من مصلحة الجماعة الوطنية أن يبقى الإخوان كفصيل مدني يؤمن بالعمل السلمي والعلني كبوتقة لذوي الاتجاهات الإسلامية وإلا فالبديل هو كيانات سرية غير سلمية ويكفي مصر ما عاشته من تجارب سابقة ..... حفظك الله يا مصر ....

ــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 10 فبراير 2010

جائزة نوبل للإخوان !! أ / محمد السروجي


أ / محمد السروجي

حالة غير مسبوقة في المشهد السياسي الدولي ، فصيل سياسي فاعل ومؤثر يتمتع بالقبول الشعبي والدعم النخبوي يمتلك مقومات التواجد والتأثير من متانة التنظيم ووفرة الإمكانات وسلمية المنهج ووسطية الفكر ، لديه 86 نائباً برلمانياً بما يعادل 20% من مقاعد مجلس الشعب ، حصد أكثر من 40% من الكتلة التصويتية لانتخابات 2005 م فضلاً عن 40 مقعداً ضاعوا بسبب عدم نزاهة الانتخابات – تصريح الدكتور نظيف رئيس الوزراء المصري والأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين المصري .
كيان ينتمي إليه مئات الألاف من صفوة الشعب المصري - 750 ألف عضواً حسب ما أوردته جريدة الأهرام عام 2005 م .

ومع ذلك يعاني الإقصاء السياسي بمعنى توظيف كل إمكانات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية لحرمانه من الممارسة المجتمعية بكافة ألوانها ، كما يعاني الإضرار الاقتصادي بسلب ونهب أكثر من 100 شركة اقتصادية وطنية نظيفة وحلال ! وأيضاً يعاني القمع الأمني ، 30 ألف معتقل في السنوات العشر الأخيرة بما يعادل 15 ألف سنة سجن وفقاً لتقديرات الجماعة .

يعاني الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي من الحكومة وغالبيةالمعارضة سواء بسواء !
حين تعقد الصفقات وتبرم الاتفاقات بين الحزب الحاكم والأحزاب الكبيرة بهدف إقصاء الجماعة وحصارها .

ومع ذلك لم ولن يشهد أي اختراق تنظيمي أو انشقاق عضوي أو انحراف فكري ! بل مازالت الجماعة مستمسكة بمنهجها السلمي رغم كم العنف الممارس ضدها ، و بفكرها الوسطي المعتدل رغم التطرف والغلو التي تواجهه ، و بمنظومة القيم رغم سلاح الغاية تبرر الوسيلة التي يتعامل به الجميع معها ، تحترم سيادة الدولة ووطنيتها فلم تلجأ لتدويل قضاياها العادلة والمشروعة رغم كم الظلم الواقع عليها في ظل نظام مستبد وفاسد ينتهك كل الحقوق ويفرط في كل الواجبات .

تتمتع – قيادة وصفاً – بالاستواء النفسي فتحمل الحب والخير لكل الناس بصرف النظر عن ألوانهم الفكرية ومرجعياتهم العقدية، مرشدهم بديع ونائبه أمين وناطقهم عصام ، هؤلاء هم الإخوان ، هنيئاً لمصر بهم وشرفٌ لهم أن يكونوا مصريين.

الاثنين، 8 فبراير 2010

أبو الفتوح : المعتقلين أخوة أفاضل يفترض أن يكونوا واجهة لمصر لاأن يغيبوا خلف الجدران


أكد د / عبد المنعم أبو الفتوح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ، وأمين عام إتحاد الأطباء العرب أن حملة اعتقالات اليوم مقدمة لانتخابات مجلس الشورى القادمة ، وليس لها أي علاقة بأي انتخابات داخلية للجماعة ، مشيراً إلى أنه أصبح معتاداً أن يشن النظام المصري حملة اعتقالات كبرى قبل أي انتخابات تشريعية .

مضيفاً : " الإعتقالات بداية حملة يعد النظام لشنها خلال الأيام القادمة ، بهدف تفزيع الرأي العام من الإخوان ، خوفاً من حصولهم على عددٍ كبير من الأصوات فى أي إنتخابات قريبة .

وقال أبو الفتوح أن الأخوان مواطنين مصريين يمارسون حقهم الدستوري في الترشح للانتخابات بهدف إصلاح الوطن ، وتغيير الأوضاع المتردية الفاسدة .

مضيفاً : هؤلاء المعتقلين أخوة أفاضل يفترض أن يكونوا واجهة لمصر، لا أن يغيبوا خلف الجدران ، في حين يستقبل اللصوص والقتلة بصالات كبار الزوار ويعيشون دوماً طلقاء .

مؤكداً أن هذه أوضاع مقلوبة لا يقبل بها أي أحد من شرفاء الوطن ، مشيراً إلى أن طابوراً خامساً يعمل على خدمة المصالح الصهيو أمريكية في مصر ، يقف وراء هذه الأحداث ، ولا يقوم بأي عمل فيه صالح الوطن.

الأحد، 31 يناير 2010

لن انساكى يا غزة ولو للحظة


نسيت غزة للحظات
فكم كان هذا خطء
لا يغتفر
يوم مبارة مصر والجزائر قلت لن اشاهدها
مصر بلدى ووطنى
والجزائر بلدى ووطنى
قلت لن اشارك فى هذا
وكيف اشارك واشغل قلبى وعقلى
بغيرك ياغزة
كيف وانت تتالمين
ولا احد يراك وانا ارى المبارة
فى مبارة مصر النهائية
قلت لن اشاهدها
وشغلت نفسى باشياء
ثم فى اللحظات الاخيرة جلست امام التلفزيون
وشاهدت الهدف
وقتها صرخت وقلت جون
ثم كتمت انفاسى
خجلا من نفسى
وظللت اجلس حتى دقائق قليلة
ثم قلت كيف فعلت هذا
ثم فتحت على قناة الاقصى
وجدت اناشيد جهادية
وجدت الكهرباء مقطوعة هناك
وجدت المزارعين واصحاب المزارع
المتضررين
وجدت المرضى يموتون لان الاجهزة تتوقف
وجدت الطلبة يذاكرون علىضوء الشموع
وجدت المخابز لا تعمل فلا ياكلون
وجدت كارثة بيئية
بسبب انقطاع الكهرباء
وجدت ليس عندهم مياه
وجدت حياة تشل
ورغم ذلك
وجدت المرابطين فى سبيل الله
وجدت الصبر والحمد لله
وجدت الايمان يملئ القلوب
وجدت غزة مضاءة بنور الله
وجدت شهداء فى كل بيت هناك
وجدت من فهم الدين وعمل به
وجدت دولة اسلامية نرجوا فى غزة
كيف لنا ان نفرح واخواننا هناك محاصرون
كيف لنا ننسى غزة ولوللحظه
ويفرح القلب بهدف
واهداف هناك تقصف فى كل لحظة
كيف لنا نخرج للشوارع فرحين ونضحك
واخواننا يجرجون للشوارع من شدة القصف
كيف لنا ناكل ونشرب
ونحن من منعنا عنهم الاكل والشرب
الا تبكون على غزة الا تحبون غزة
حديث من قلبى لقلبكم
اترضون ان يحصل لكم هذا
اترضون ان يقتل اخيك وابيك وابنك
اترضون ان تقصف بيوتكم
اترضون ان تكونوا محاصرون ولو للحظة بايدى اخوانكم
الا تحبون الجنة ان الجنة فى غزة
ان الشهادة فى غزة ان الحب والايمان فى غزة
ان الرجولة فى غزة
ان التاريخ فى غزة
فلنكتب تاريخنا بايدينا
تاريج الامجاد
مثل غزة
ولا نكتبة تاريج كروى يلعب به اليهود كلما ارادوا
منذ تلك اللحظة
لن انساكى ياغزة
ولوللحظة

الحرية للمنشد أبو راتب المعتقل فى أمريكا ..فؤاد الخفش


نقلا عن نافذة مصر
لا يــا أخــيّ فــلا تقل هــا قــد خبــا صــوت النضـــال فصراعنـــا كـــرٌ و فـــرٌ و الوغـــى دومـــا سجــال ..و طريقنــــا شــــوك الشعـــاب .. حصادنـــا أعلـــى الجبـــال… أنــت الــذي علّمـــت هـــذا الكــــون أســـــرار النزال .. وصرخــــت لا لا .. للطغــــاة و قـــد جفـــــت صيــــد الرجــــال
..فمضيــــت تجتــــاح الدجــــى نجمــــًا .... تــــلألأ فــــي الأعالــــي ..فإلـــــى النضــــال ... إلــــــى النضــــال ... إلـــــى النضـــــال

لم أجد كلمات أقوى من هذه الكلمات التي عشنا وتربينا عليها دهراً من الزمن أبدأ بها مقالي التضامني هذا عن ملك النشيد الحر وصاحب الصوت العذب والكلمات التي تركت أثراً كبيراً في وجدان وعقول وقلوب كل من استمع لهذا الفارس صاحب الصوت الندي محمد مصطفى(أبوالراتب)

حكايتي مع هذا الفنان حكاية قديمة فقد كنت شاباً صغيراً ما بين عام 1989-1990 حينما حضر هذا المنشد السوري إلى الكويت ينشد للانتفاضة والحجارة وأبطالها ينشد لفلسطين وبلاطة والجليل وللطفل الملثم للمخيم للمقلاع للعلم ...

ووقف (أبو الراتب )بصوته الجميل يشدو ويقول(للكويت أغني أغنية الأمجاد ) ومع رفعه ليده حيث أشار لبعيد هناك اتجاه فلسطين التي كانت تسكن في قلب المنشد الفنان حتى تحركت قلوبنا في جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت لما قال (من هناك أتيت إليكم أحمل بين ضلوعي إليكم أشواقا تزداد ، من عبق اليرموك ومؤتة من أحفاد صلاح الدين من جيل قد عشق الموت ليحرر ترب فلسطين)

أبو الراتب ملك النشيد الهادف صاحب المدرسة الأولى في فن إذكاء لهيب الثورة والثوار.. على صوته الجميل تربت أجيال ما زالت تعتبره ملهمها الأول.. ألحانه تردد في زنازين المحتل وفي أقبية التحقيق (السجن جنات ونار وأنا المغامر والغمار أنا والدجى والذكريات مريرة والانتظار) يهيم الأسير أيما هيام حينما يسمع ويستذكر صوت أبي الراتب حين يقول(طلع النهار على الدنى وعلي ما طلع النهار ليل السجون يلفني وتضمني الهمم الكبار ، والآه بعد الآه والزفرات شعري والشعار ولكل آه لذة ولظى وشوق واصطبار)

نعم أعود وأكرر أن جيلاً كاملاً كان ومازال يعتبر أنه تربى وأحب الوطن من كلمات وإنشاد أبي الراتب فللمغنين والمنشدين أصحاب الكلمات الهادفة دور كبير وجلي في إذكاء الثورات وتصبير الأسرى وزيادة صمودهم.

اليوم أبو الراتب معتقل في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة دعمه لفلسطين ، اليوم بلبل فلسطين وحبيب الأسرى أسير زنزانة في سجن فدرالي في ولاية من ولايات أمريكا حبس ولكن صوته وألحانه مازالت أصداؤها تخيم على سجن النقب ونفحة وعسقلان.
اليوم نحن مطالبون بالوقوف مع من وقف معنا بصوته ، مطالبون بحملات التضامن مع من يحبه من الأسرى ومع من يعشقه من الشهداء إنه أبو الراتب الدكتور والمحاضر في إحدى الجامعات الأمريكية.

أبو الراتب يا من قلت ماض وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي في كل منعطف وطريقنا محفوفة بالشوك بالدم بالرماح.. امض وبإذن الله لن يضيرك كيد العبيد....ستتلعثم منهم الشفاه وستبقى أنت السيد بالرغم من كل السلاح الذي وضع في وجهك والقيود التي تلف معصميك..

سيدي أبا الراتب لك مني ومن أسرى فلسطين ومن شهدائها العظماء ألف قبلة وتحية وشوق ووفاء يا بلبل فلسطين الأسير

السبت، 30 يناير 2010


تمكَّنت الأجهزة الاستخباراتية للعدو الصهيوني الغادرة من تنفيذ جريمة اغتيال الشهيد القائد محمود المبحوح في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء (20-1-2010).. هذه الشخصية الهادئة ملامح الوجه، ولكنها الثائرة خلف قسماته.. شخصية قسامية قيادية بارزة، لم تركع يومًا لإذلال الاحتلال، بل أمثالها من ذلَّ الاحتلال من خلال عمليات المقاومة الرائعة التي تُوِّجت بأسْر جنديَّيْن صهيونيَّيْن لمبادلة أسرى فلسطينيين بهما.

الميلاد والنشأة

ولد شهيدنا القائد محمود عبد الرؤوف محمد المبحوح "أبو العبد" بتاريخ (14-2-1960م)، ولم يكن يعلم الاحتلال وقتها أن ميلاد شهيد قائد سيجعل من حياة الاحتلال ذلاًّ وهوانًا؛ فقد ولد في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة في أسرةٍ ملتزمةٍ ومتدينةٍ تعود جذورها إلى قرية بيت طيما التي احتلتها عصابات الإجرام الصهيونية إبَّان الحرب الإجرامية عام 1948م.

ترعرع شهيدنا وعاش حياته في مخيم جباليا (مخيم الثورة والصمود)، وعايش الشرارة الأولى للانتفاضة المباركة، وقد كان منذ صغره يكره الاحتلال ويحب الانتقام منهم بأية طريقة كانت، وكان يحلم بأن يكبر يومًا ليقارع جنود الاحتلال الصهاينة وينتقم من مرتكبي المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

كان والد الشهيد له من الذكور 14، ومن الإناث اثنتان، وكان ترتيب شهيدنا -رحمه الله- الخامس بين إخوته، وفي العام 1983م كان على موعدٍ مع زفافه، فتزوج امرأةً صالحةً صابرةً محتسبة، وأنجب منها أربعة أولاد: ابنًا وثلاث بنات، وهم على الترتيب: عبد الرؤوف (21 عامًا)، وهو طالب جامعي يدرس في اليمن، ومنى (20 عامًا)، ومجد (11 عامًا)، ورنيم (8 سنوات).

أسير في سجون الاحتلال

اعتقل الشهيد المبحوح على يد سلطات الاحتلال الصهيوني عدة مرات؛ عاش خلالها حياة الأسير الفلسطيني بكل ما تحمل الكلمة من مضامين؛ فاعتقل -رحمه الله- عام 1986م في سجن غزة المركزي "السرايا"، ووجِّهت إليه "تهمة" حيازة الأسلحة، وبعد خروجه من سجون الاحتلال الصهيوني استكمل حياته الجهادية فعاش مطارِدًا للاحتلال الصهيوني.

درس المبحوح المرحلة الابتدائية فقط في "مدرسة الأيوبية" (ج) بمخيم جباليا، ثم حصل على دبلوم الميكانيكا وتفوَّق في هذا المجال، وكان ناجحًا جدًّا في عمله حتى افتتح ورشة عمل في شارع صلاح الدين، وأحبَّه الجميع، حتى إن الكثير من فلسطينيِّي الـ48، كانوا يأتون إليه وقت إجازتهم لإصلاح سياراتهم يوم السبت، ولحسن أخلاقه ومعاملته الطيبة مع الناس أحبَّه الجميع وكل من حوله.

وعندما انتقل شهيدنا إلى سورية حاز على العديد من الدورات المهمة في عدة مجالات؛ أبرزها الحاسوب، وتعلم العديد من اللغات الأجنبية.

ملتزم منذ نعومة أظفاره

وكان شهيدنا ملتزمًا بصلواته في نشأته كلها؛ فمنذ العام 1978م التزم في "مسجد أبو خوصة" (المسجد الشرقي حاليًّا)، وكان منذ ذاك الزمن يحارب الكثير من البدع، مثل محلات القمار والمقاهي التي تفسد شباب المسلمين.

وفي العام 1983م كانت هناك حملات شرسة من جماعات يسارية ضد "الجامعة الإسلامية"، وكانت تلك الجماعات تقوم بمحاربة الجامعة وتسعى إلى السيطرة عليها لمنع قيام جماعات إسلامية مناهضة لها، وفي ذلك الحين وقف شهيدنا وقفة جادة وقوية لمناصرة الجامعة.

عاشق المقاومة

كان المبحوح منذ صغره يعشق المقاومة والجهاد في سبيل الله، وكان يتدرَّب على السلاح؛ وفي العام 1986م اعتقل لمدة عام في "سجن غزة المركزي" بـ"تهمة" حيازة سلاح "الكلاشينكوف"، وبعد خروجه من السجن لم يتوقف عمله الجهادي، بل ازداد قوة، وازدادت علاقته بالشيخ القائد والمؤسِّس أحمد ياسين، وبالشيخ المؤسِّس العام لـ"كتائب الشهيد عز الدين القسام" صلاح شحادة.

وعمل في المجموعة الأولى التي أسَّسها القائد محمد الشراتحة، وكان المبحوح عضوًا من أعضاء تلك المجموعة العسكرية، وهو المسؤول عن خطف جنديَّيْن صهيونيَّيْن وقتلهما.

محاولة اغتيال واعتقال

وبعدما انكشف أمر شهيدنا، وفي يوم (11-5-1989م) قامت قوات خاصة في ساعات الفجر الأولى، مستقلة سيارات من نوع "فورد"، بتطويق بيت الشهيد، وبعمليات إنزال على شرفة المنزل وسطحه، وقاموا بإلقاء قنابل صوتية وبتكسير أبواب المنزل بدون سابق إنذار واعتقلوا كل من في البيت؛ بمن فيهم الأطفال الصغار.

وكانت هناك قوات خاصة في "كراج" (ورشة) الشهيد تنتظر قدومه لقتله أو اعتقاله، وكان الجنود الصهاينة متخفين في زي عمال زراعة، وعندما توجَّه أخواه إلى "الكراج" قام الصهاينة بإطلاق النار عليهما لحظة دخولهما، وأصيب أخوه فايق، وتم اعتقاله من قِبَل الصهاينة، أما أخوه نافذ فقد أصيب بجروحٍ بالغة الخطورة، وتم نقله إلى "مستشفى الأهلي".

ورغم الحصار والمطاردة ذهب أبو العبد إلى المستشفى ليطمئن على أخويه، ومن ثم غادر المكان، وبعد ذلك تمكَّن من الخروج من قطاع غزة؛ نظرًا لأنه أصبح مطلوبًا حيًّا أو ميتًا لقوات الاحتلال الصهيوني.

وفي عام 1990م قرَّرت المحكمة الصهيونية هدم بيت الشهيد ومصادرة الأرض، وكانت "التهمة" الموجَّهة إليه خطف جنود صهاينة.

الإفلات من الاحتلال

بعد مطاردةٍ في غزة دامت أكثر من شهرين، تمكَّن شهيدنا من اجتياز الحدود هو ورفاقه إلى جمهورية مصر العربية، وعندما اكتشف أمرهم من قِبَل الصهاينة طالبوا الحكومة المصرية بتسليمهم، إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين قوات الأمن المصرية لمدة ثلاثة أشهر حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحليهم إلى ليبيا، ومن هناك غادروا إلى سورية؛ حيث أكمل مشواره الجهادي.

عاش الشهيد محمود المبحوح -رحمه الله- في سورية، وفي (19-1-02010م) سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومكث ليلة في الفندق، وفي الصباح وجد جثة هامدة وقد ارتحل عن الدنيا بعد مشوارٍ جهاديٍّ مشرِّفٍ.

الاحتلال يتحمَّل مسؤولية الجريمة

وكانت "حماس" قد نعت القائد المبحوح، وحمَّلت، في بيانٍ صدر عنها أمس الجمعة ، العدوَّ الصهيونيَّ مسؤولية جريمة اغتيال القائد المبحوح، وتعهَّدت بمواصلة السير على طريق الجهاد والاستشهاد، طريق المقاومة والتحرير، مؤكدةً أن "كتائب القسام" سوف تردُّ على هذه الجريمة الصهيونية في الزمان والمكان المناسبَيْن، مؤكدة أن العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب، وأنها ستنشر بعض تفاصيل ما كشفته التحقيقات في الوقت المناسب.

_____________