السبت، 3 يناير 2009

محرقة غزة وفشل المؤامرة الصهيوعربية!!

بقلم: محمد السروجي


ما زالت الآلة العسكرية الصهيونية تقصف بلا هوادة قطاع غزة بكل أنواع الأسلحة التدميرية التي تستخدم ميدانيًّا لأول مرة، تقصف بصورةٍ جنونيةٍ لتدمير كل شيء أهمها إرادة المقاومة ليس في غزة ولا فلسطين بل في عالمنا العربي والإسلامي بعد نجاحها المبهر في كسر هذه الإرادة لدى الأنظمة العربية الحاكمة وتيار المولاة الفكري والإعلامي التابع لها، وأصبح الجميع يتعامل بيقين أن الكيان الصهيوني قدرٌ لا فكاكَ منه وأن الواقعية السياسية تقتضي التفاهمات في ظل هذه العقيدة، واقعية بررت الصمت والتواطؤ بل والتآمر على إخوة العروبة والعقيدة.



وخرجت التصريحات النشاز من قادة وزعماء الدول العربية الكبرى فضلاً عن أجهزتهم الإعلامية لتحمل الضحية قسوة وظلم الجلاد، تسوق المبررات لهذه الهجمة الصهيونية الشرسة وتحمل فصائل المقاومة مسئولية استفزاز الكيان الصهيوني، صورة متشابهة لدرجة التطابق لما تم في صيف 2006م، تنسيق صهيوني عربي ودولي، وصل لدرجة تحذير الصهاينة من تكرار الفشل أمام حزب الله، بل رجاؤهم بقطع رءوس قادة حماس الذين لم يخضعوا ويذعنوا للشروط.



مؤامرة توزعت فيها الأدوار أملاً في القضاء على حماس عقل وقلب المقاومة والصداع الدائم في رءوس الأنظمة العربية المستبدة الفاسدة قبل الدولة الصهيونية، فهل سيتحقق حلم الصهاينة وأمل الأنظمة؟ الشواهد الأولية تؤكد فشل المؤامرة الصهيوعربية.



شواهد الفشل

* فشل الصهاينة في صدِّ صواريخ المقاومة التي تطال حوالي 800 ألف من سكان المغتصبات من سيديروت حتى بئر سبع رغم الدفاعات الصهيوأمريكية "تم تعطيل المدارس والجامعات في المغتصبات الصهيونية ومنع الصحفيين من دخول هذه المناطق".



* إصرار فصائل المقاومة على التواجد والدفاع بل والنيل من العمق الصهيوني.



* الصحوة الشعبية العربية والإسلامية بل والإنسانية التي تؤيد حق سكان غزة وحكومة حماس في حياة حرة كريمة في وطن مستقل "نشرت الصحف العبرية أن شعبية حماس في زيادة مستمرة".



* الفشل الصهيوني في قلب الطاولة الشعبية في وجه حماس بل الحادث هو مزيد من الالتفاف والتمسك بهم رغم المجزرة.



* نزول سقف الهدف الصهيوني من القضاء على حماس والمقاومة إلى إرغام حماس على تهدئة بشروط صهيونية.



* الدعوات التي خرجت من سلطة عباس وبعض دول الاتحاد الأوروبي بالعودة للتهدئة بعض ظهور مؤشرات الفشل العسكري الصهيوني.



* بقايا سلطة عباس هي الخاسر الأكبر لتواطئها مع العدوان بالصمت والتبرير والتنسيق بل وبمنع مظاهرات التأييد لأهل غزة ثم بالترتيب لوهم ملء الفراغ السياسي في غزة، ومساعدة الاحتلال بما أسمته خطة الطوارئ للتخلص من قادة المقاومة.



* مزيد من التراجع وتآكل الشعبية والشرعية للنظام الحاكم المصري على المستوى الداخلي بهذه النفرة الشعبية الرائعة التي أكدت عظمة شعب مصر وتحمله مسئولياته بعدما تخلَّى النظام وعلى المستوى الخارجي بكم المظاهرات ضده بل ومهاجمة السفارات المصرية.



* فضح مربع الاعتدال العربي بسبب تعمُّده عدم عقد قمة عربية لإعطاء القوات الصهيونية المزيد من الوقت على أمل أن تُنجز مهمتها، وتحقق آمالهم في سحق المقاومة، صورة مماثلة لما تم أثناء الحرب ضد حزب الله.



وأخيرًا..

المراهنة على الأنظمة، وفي كل الأزمات صار رهانًا خاطئًا وخاسرًا، والرهان الأوحد على الشعوب، التي يجب أن تتحرك بوعي ويقظة وهمة مهما كانت الكلفة لتنتزع حقَّها القانوني والشرعي في اختيار قيادات وحكومات تُعبِّر عنها وعن قضاياها.

ليست هناك تعليقات: