السبت، 17 يناير 2009

قمم الشعوب وقيعان الأنظمة!!

بقلم: محمد السروجي



سجال من النوع الرديء بين الأنظمة العربية الحاكمة، فريقٌ يدعو لقمةٍ عربيةٍ طارئةٍ بقيادة ميدانية لقطر، وفريق يحاول إجهاضها بقيادة ميدانية للنظام المصري ومجموعة المغامرين الجدد وفريق ثالث نزل الملعب في الوقت الضائع ليعلن عن قمة خليجية طارئة في الرياض، يأتي هذا السجال بعد جولتين فاشلتين هما الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية، ومن قبله الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وكما هو متوقعًا في كل الأحوال لن تصدر إلا بيانات باهتة وهزيلة تعكس الصورة الحقيقية لأنظمةٍ غير شرعية استولت على مقاليد الحكم بطرق غير ديمقراطية.



لكن الأحداث تؤكد أن الرهانَ على الأنظمة العربية وحكوماتها فاقدة المفعول والتأثير والقيمة، رهان خاطئ وفاشل ومضيعة للوقت والجهد والثروات، رصيد سلبي من اجتماعات القمة، وما أدراك ما القمة؟! أي قمة، صارت الكلمة دلالة وإسقاط لحالة التراجع والإخفاق التي تعانيها الأنظمة بكافة قياداتها ورموزها في كل ميدان، العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي حتى الرياضي، فأسوأ المباريات على الإطلاق هي مباريات ولقاءات القمة، بل صارت هذه الاجتماعات والدعوات تُثير الشكوك والريبة في نفوس الشعوب التي تأكدت من سابقة أعمال الأنظمة أن هذه القمم ما هي إلا نوعٌ من التسويف والمماطلة لتنفيذ مخطط ما ضد قضايانا المركزية، هذا الزعيم يوافق، وهذا يتحفظ وهذا يرفض وذاك لا يرى منها جدوى وآخرون سيخفضون التمثيل الدبلوماسي للمشاركة، وفي جميع الأحوال سيكون اجتماع القمة صورة صادقة للواقع الهش والمتردي لأنظمة غير شرعية ولا شعبية، بل يؤكد الواقع أن سيناريو المماطلة هو جزء من السيناريو العام الذي أثبت للكثيرين أن هناك مشروعًا "صهيوعربي" مرتبًا ومعدًّا للحفاظ على أصحاب السمو والمعالي والفخامة، أليس ما يحدث الآن عربيًّا هو صورة طبق الأصل لما حدث خلال حرب يوليو 2006م بين حزب الله وجيش الاحتلال؟ أليست التصريحات تكاد تكون واحدة من أنظمة وعواصم بعينها مع اختلاف الزمان والمتحدث؟ أليس في كل مرة تنتقد وتُلام الضحية لصالح الجلاد السفاح؟!.



ولكن المريح والمبشر أنه في كل مرة تخفق نبوءات الساسة والأنظمة وتصدق أمال وطموحات الشعوب، ماذا ننتظر من لقاءات القمة وهي في جميع الأحوال تمثل سلفًا مواقف الدول الأعضاء فما هو الجديد إذن؟ إلا مزيد من التسويف بل والترحيل ليكون مزيدًا من المماطلة، ما عدنا نثق ولا نأمل ولا نراهن على هؤلاء الزعماء على المستوى السياسي والقانوني سواء بسواء، وسنبقى دائمًا ندور في حلقةٍ مفرغةٍ حتى يتم التغيير الحقيقي، تغيير هذه الأنظمة بقيادات أكثر إرادةً ومسئولية، قيادات تؤمن بقضايا الأمة وتحترم إرادتها، دون أن تُختزل في شخوصٍ وأقزام أضاعوا مكانتها وأهدروا كرامتها، القمة الحقيقية هي ما تُمارسه المقاومة في ميدان القتال ضد العدوان متترسة بشعبٍ أَبيٍّ في غزةَ والملايين من شعوب العالم التي قالت لهما "نعم".



إشارة

إلى روح البطل الشهيد سعيد صيام: هنيئًا لكم الشهادة، هنيئًا لكم لقاء الصحب الكرام، حسن البنا وأحمد ياسين والرنتيسي ونزار ريان.

هناك تعليق واحد:

م/ الحسيني لزومي يقول...

بخصوص الاتصال باهل غزة ربما تكون الخطوط قد تأثرب بالضرب وبارك الله فيكي ولنعاود المحاولة بين مرة واخري وحاولي استخدام التليفون الارضي