الأحد، 26 أكتوبر 2008

هَل تَاهَــــت الخُطـــــــى؟

الاسم :عربي
والبلد :عربي
والأصل :عربي
وهي ابنة الإسلام التي وُلِدت عليه .
وربما طافت بالبيت العتيق ، وصلّتْ في المسجد الحرام وهي توجِّـه وجهها للبيت العتيق كل يوم خمس مرّات .
ولكنها لم تقُل يوما بقلبها : (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) .ربما استفتحت صلاتها بـ " وجّهتُ وجهي للذي فَطَرَ السماوات والأرض " .
ولكنها عن هذا غافلة ؟فهي ربما تُردِّد ما لا تفهم أو تتكلّم بما لا تـعِـي .
ربما قالت بلسانها : وجّهت وجهي للذي فَطَرَ السماوات والأرض ، ووِجْهة القَلب دُول الغرب !وهي - بلا شك - تقرأ : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) .
ولربما لم يَـدُر بِخَلَدِها ماذا تعني هذه المسألة ! وهي أعظم مسألة وأهـمّ سؤال وأعظم دعـاء .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولهذا كان أنفع الدعاء و أعظمه و أحكمه دعاء الفاتحة : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فانه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته و ترك معصيته ، فلم يُصِبْه شَرٌّ لا في الدنيا و لا في الآخرة . اهـ .
ربما تاهت خُطى بنت الإسلام فتبِعت خُطى غُراب الغَرْب ! و إذا كان الغُراب دليل قومٍ = دلّهم على جيف الكلاب
بنت الإسلام ربما قرأت (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) . ثم ما تلبث أن تنصرف من صلاتها حتى تتصفّح مجلة أزياء غربية تبحث فيها عن لباس غربي تلبسه فتاة عربية !بل ربما استعرضت تلك الأزياء في مُخيَّلتِها وهي تقرأ : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) !
ربما دَخَلَتْ جُحر الضبّ الْخَرِب ! " حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم "وإنما عُـبِّـر بـ " جُحر الضبّ " دون غيره – والله أعلم .

لثلاثة أسباب :
الأول : كون جُحر الضبّ أشد الجحور انحداراً للأسفل ، وهو هنا يعني الهاوية !
الثاني : كونه أشدّ الجحور تعرّجا والْتِـواء .
والثالث : ما يُساكن الضبّ في جحره من الهوام ، كالعقارب ونحوها .

وسبيل المغضوب عليهم والضالين يتّصف بذلك فهو منحدر نحو الهاوية وهو مُتعرِّج ومُلتَوٍ ، حائد عن الجادة .
مع ما فيه من خطورة لسالِكيه من الضلال والشقاء !
ولذلك كانت الهداية في مُقابِل الغواية والضلال وفي الهداية سعادة (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) .
وبعض بُنيّات الإسلام تنكّبن الصراط المستقيم ، وتاهتْ خُطاهنّ في ظلمات الـتِّـيـه !
فأي تِـيـهٍ تعيشه بعض بُنيّات الإسلام اليوم ؟!!

بنتُ الإسلام ووا أسفـي = تَجترّ سمـوم الأطبـاقِ
تنساق وراء حضارتهـم = وتُحاكي نهـج الفسّـاق
يُهدي الإسلام لهـا بَصَراً = وتُقلِّـد عُمي الأحـداقِ

أما حفيداتسُميّة وأسماء فَـهُـنّ : قِصار الْخُطى شُـمٌّ شموسٌ عن الْخَـنَا .............لا زِلْنَ يحتفظن بقيَِمهنّ
ومظاهرهن تدلّ على مخابِرهنّ ولؤلؤة القاع تُحفظ في الأصداف !
وقول الله أصدق وأبلغ: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) .
حفِظ الله الصالحات القانتات الحافظات للغيب ورَدّ الله تائهات الْخُطى إلى طريق الرشاد وإلى جادة الْهُدى .

ليست هناك تعليقات: