الجمعة، 31 أكتوبر 2008

المرشد العام: الشعوب قادرة على مقاومة الطغيان وإحداث التغيير

دعا فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى ضرورة التواصل مع الشعوب، وبذل الجهود في الارتقاء بقيمها الروحية والإيمانية حتى تنزع عن نفسها الخوف والشعور بالإحباط، ويشرق لديها الأمل والثقة في نفسها وقدرتها، مشيرًا إلى أنه حين تسود فيها القيم الإيجابية على القيم السلبية، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة نكون قد قطعنا ثلاثة أرباع الطريق.



وأضاف فضيلته في رسالته الأسبوعية بعنوان (ثقافة المقاومة ودور الأمة) أن من آثار الظلم والطغيان شيوع الفساد في شتى المجالات والميادين؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن كل هذا يؤثر في قوة الدولة وصلابتها وتماسكها ومقاومتها للتحديات الداخلية والخارجية، خاصةً في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.



وأكد أن عالمنا العربي والإسلامي يمر في الوقت الحاضر بأزمات خطيرة وداهمة؛ حالت دون وصوله إلى تحقيق الحد الأدنى من تطلعاته في التنمية والوحدة والحرية، وأدَّت إلى فشله في الارتقاء بمستوى الحياة إلى الحد اللائق به؛ مثل باقي شعوب وحضارات العالم، مرجعًا سبب ذلك إلى الطغيان والاستبداد والتسلُّط الذي تمارسه الأنظمة الشمولية المستبدة والتي وصلت إلى الحكم بقوة السلاح أو المال، وحافظت على طغيانها ووجودها بالعنف والقمع والاستبداد.



وذكر فضيلته أن هذه الرسالة تنبه الأمة إلى مخازي الاستبداد ومآسيه حتى تنهض للبحث عن حلول تنقذها من مخالبه، مشيرًا إلى أننا نريد من عقلاء الأمة ومفكريها وقادة الرأي فيها أن ينكبُّوا على دراسة هذه الظاهرة المخيفة لتحليلها واستيعابها حتى يحسنوا التعامل معها ومن ثمَّ تتغير أحوالنا جميعًا.



وأشار إلى أن سنة الله في التغيير تنطلق من خلال إرادة الإنسان، إلا أنه لن يؤتي ثماره إلا إذا استوعبته الأمة؛ ولذلك جعل الإسلام مسئولية التغيير جماعيةً أيضًا، موضحًا أن التغيير يبدأ من عالم الأفكار وما في الأنفس، مؤكدًا أن الأمة تمتلك إمكانية التغيير.



وأوضح فضيلته أن مهمتنا الآن يجب أن تنصرف إلى إقناع الشعوب بأن الإصلاح والتغيير ومقاومة الطغيان مرهونٌ بها، وأن لديها من الإمكانات الهائلة والطاقات الكامنة ما يجعلها قادرةً على إحداث التغيير المنشود، مضيفًا أن عملية التغيير تستلزم منها تضحياتٍ عزيزةً يجب ألا تبخل بها؛ فالحرية ثمنها غال.

ليست هناك تعليقات: