الخميس، 27 نوفمبر 2008

حصار غزة بين المؤامرة والواجب

رسالة فضيلة المرشد : حصار غزة بين المؤامرة والواجب



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على النبيِّ الهادي الأمين، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أمَّا بعد..
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (64)﴾ (الأنفال)، هكذا خاطب ربُّ العزَّة سبحانه وتعالى نبيَّه وخاتمَ رسله محمدًا صلى الله عليه وسلم مؤيدًا ومثبِّتًا له أمام كيد أعدائه وخذلانهم.. وها نحن نقولها لإخواننا المحاصرين في قطاع غزَّة : يا أهلنا في فلسطين؛ لا تهنوا ولا تحزنوا ..


إن إيمانكم وصبركم وثباتكم وصمودكم صار مضرب الأمثال ... أصبح ملهما لكل الشعوب المتطلعة والطامحة للحرية ... لن يضيع ثباتكم سدى ولن يذهب صمودكم هباءً، والله معكم ولن يتركم أعمالكم .
أيُّها الإخوة الأحباب في غزة..

نبرأ ونعتذر إليكم من عجز الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لعدم السعى لفك الحصار عنكم وعدم مواجهة ما تتعرضون له من مأساة كارثية تستهدف إبادتكم وتركيعكم أو كسر إرادتكم، إنَّنا نعتذر إليكم اليوم.. لا عن خذلاننا لكم، فأنتم في سويداء القلب، ونحن إخوة دينٍ ودمٍ نفتديكم بأرواحنا ودمائنا في زمن عزَّ فيه الفداء. ولكن عن ظلم وتجبر ذوي القربى:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهنّد

وعن حال الحكام المخزي:

المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار

نعتذر إليكم عن هذا الواقع البئيس الذي أصبح فيه قادة الأمة الجاثمون على صدرها لا تتمعَّر وجوههم لنصرة الأطفال والأرامل والضعفاء الذين يتعرضون لهذه الجريمة النكراء التى يتحرك لها صاحب كل ضمير حى ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾

أيها الأحباب في غزة الأبية الصامدة الصابرة..

أيها الصامدون المرابطون.. اعلموا أنكم على الحق وأنكم الأعز والأكرم والأقوى؛ رغم ما أنتم فيه، وأن شرفاء الأمة وأطهارها وراءكم يسدِّدون خطاكم ويدعمونكم بكل ما يملكون، وهم على أتم استعداد لبذل كل مرتخص وغال في سبيل نصرتكم، ولتعلموا يا أحبتنا أنكم حاملو لواء شرف الأمة وكرامتها، ولتستيقنوا أن نصر الله آتٍ، وأنه قريب منكم فلا تيأسوا ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ولتتمثلوا قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾

جرائم

إن الوضع المأساوي في غزة عارٌ في جبين الإنسانية جمعاء، كما أنَّ الصَّمت الرَّسمي العربيّ والإسلاميّ على ما يجري في غزَّة يتجاوز كل حدود المنطق والاحتمال الإنسانيِّ.. رغم أن المشاهد رهيبة تُحرِّك الجماد.. والأرقام غير محتملة:

· 31% من المرضى الفلسطينيين الممنوعين من العلاج في الخارج من جانب السلطات الصهيونية من الأطفال دون سن الـ15 عامًا!.

· 1700 مريض قلب وفشل كلوي وطفل حديث الولادة مهدَّدون بالموت في غزَّة؛ نتيجة توقُّف غرف العمليَّات وأجهزة التَّنفُّس الاصطناعي وغرف الرَّعاية المركّزة!.

· 93% من الفلسطينيِّين تنازلوا عن المُتطلَّبات المعيشيَّة اليوميَّة!.

· 51% من الأطفال لم تعد لديهم الرَّغبة في المشاركة في أية نشاطات، كما أنَّ 47% منهم لم يعودوا قادرين على أداء الواجبات المدرسيَّة أو العائليَّة!.

· المرض الجسدي أصاب 41% من أطفال القطاع!.

· 48% من أطفال غزَّة يعانون من انخفاض الطاقة لسوء التغذية، وبسبب أوضاع الحصار القاسية على الأطفال بلغت نسبة التغيب عن المقاعد الدراسية 40%، بينما يعاني 50% من الطَّلبة غير المتغيِّبين من مشكلات في التَّركيز خلال الدِّراسة.

· أكثر من 3500 مُؤسَّسةٍ صناعيَّةٍ وتجاريَّةٍ وحرفيَّةٍ أُغلقت؛ ممَّا أدَّى إلى فُقدان أكثر من 75 ألف فلسطيني عملَهم!.

وذكرت التقارير الواردة من غزَّةِ خبرًا يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية وتقشعر له الأبدان؛ حيث أفادت أنَّ المخابز بدأت في طحن القمح المخصص لأعلاف الطُّيور والحيوانات وتحويله إلى دقيق لتلبية احتياجات السوق!! يا الله!! ألهذا الحال لم يتحرك ضمير حاكم عربي واحد لتقديم أي نوع من الدعم أو حتى ليستنكر أو يشجب أو يدين ؟ أى عجز هذا وأى هوان هذا؟

وهل وصل الأمر إلى حد منع حجيج غزة من الذهاب لأداء فريضة الحج ؟.

لقد عرَّت أحداث غزة كل الذين يتترَّسون خلف المشروع الصهيوأمريكي، وأسقطت عنهم الأقنعة، وكشفت زيفهم، وسقطت عنهم جميعًا ورقة التوت.. هؤلاء الآثمون الخاطئون الذين يحُولون دون وصول المعونات لأهل القطاع.. ألم ترقَّ قلوبهم- إن كان لهم قلوب كالبشر- لأنَّات الأطفال والمرضى والمعوذين.

واجبات

لقد آن للشعوب الإسلامية أن تكسر طوق الحصار الذميم، وتقف موقفًا تُرضي به ربها، ولتتحرك مؤسسات المجتمع المدني والنخب، وليُعمِلوا عقولهم في ابتكار آليات ووسائل جديدة لكسر هذا الحصار.

إن على كل فرد أو مؤسسة أن يفرغ وسعَه لكسر هذا الحصار المهين غير المسبوق، والذي يؤكد إننا نعيش عصرا فقدنا فيه الكثير من الشهامة والمروءة والرجولة .

كما أن على علماء الأمة وقادة الفكر والرأي أن يتبوءوا مكانتهم المستحقة وأن يقوموا بدورهم في ريادة الأمة وقيادتها، وليتقدموا الصفوف لكسر هذا الحصار، ولتهبَّ الأمة ولتَسِرْ المسيرات وقوافل الإغاثة من المحيط إلى الخليج، ولتفرضْ الشعوب إرادتها، ولتقل كلمتها، دون خوف أو وجل، حتى لا يلحقها الخزي والعار في الدنيا والآخرة، ولتثق أنها قادرة على تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها.

إن حالة الغيبوبة والبلاهة السياسية التي تحياها الأنظمة والحكومات جعلتها لا تدرك حقيقة مصالح الأمن القومي العليا لأوطانهم وأنها تقود الأمة بكل أسف إلى مزيد من الانهيار والهوان.

لقد آن الأوان أن نُري الله من أنفسنا خيرًا بلا تردُّد أو إحجام أو تخاذل، كما أن على الحكام العرب والمسلمين أن يتقوا الله فى أمتهم وأن يرتفعوا إلى مستوى آمالها وطموحاتها .

أيُّها الشُّرفاء في كلِّ مكانٍ..

إن الوضع الحالي لا يتطلب منَّا كلمات؛ فإنهم لن يأكلوا في غزَّة كلماتنا أو أوراق شجبنا، ولن يشربوا من دموع حزننا عليهم.. إنَّ غزّةَ بحاجةٍ منَّا إلى ما هو أقوى وأنفذ؛ تحتاج إلى الفعل الجاد لكسر هذا الحصار الغاشم الظالم عن مليون ونصف المليون روح بشريَّة، وهذه مسئولية الجميع دون استثناء.

ولتعدوا قائمةً سوداءَ بأسماء المتخاذلين وأعوانهم ليلحقهم الخزي و العار والصَغَار إلى يوم الدين ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)﴾

هناك 3 تعليقات:

كلمة حق يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على إثارة تلك القضية

حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل خائن

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفاء منا

اللهم ياربنا يا من نصرة عبدك محمداًعلى الاحزاب أنصر إخواننا فى فلسطين على عدوهم وعدونا وعدوك

حماس يانور العين......يادرة الجهاد
بعد الحجر سكين.....وبعدها أستشهاد
يا شهيد تل أبيب....يا فدائى يا حبيب
بكتائب القسام..... ييجى النصر الاكيد

بارك الله فيك

ghorBty يقول...

لا حول ولا قوة اٍلا بالله

نسأل الله لهم الصلاح والصبر ونسأله سبحانه ان يتجاوز عن غفلتنا ونومنا العميق .. ولا ادري متي سنفيق ماذا ننتظر اكثر من ذلك حتي نتحرك اين يد الله مع الجماعه واين نحن من قول رسولنا
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي .


لا حول ولا قوه الا بالله لهذه الدرجه هانت علينا انفسنا وهان علينا اخواننا .

حسبي الله ونعم الوكيل

ولكن الامر ليس بأيدينا ماذا عسنا ان نفعل غير الدعاء .. كلما تفكرت في تلك القضيه احسست فعلا بضعفنا حتي عن قول كلمة حق عن تحرك او صراخ بقولنا الي متي هذا التواكل الي متي

حسبنا الله ونعم الوكيل علي كل مسئول لم يتحرك ليساعد هؤلاء المساكين الذين لم يجدوا كف حانيه تحنو عليهم فهم غرباء في بلادهم وغرباء في محنتهم

ولكن الله فوق كل ظالم

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

بوركت اختي علي هذا النقل المؤلم .. ولكن يجب ان يعرف كل لاهي وغارق لعله يفيق


دمت بخير

غربتي

طالبه الفردوس يقول...

السلام عليكم

اختى الكريمه

جزاكى الله خيرا على هذا البوست الرائع

الواحد بيتحسر على حال امتنا
اصبحنا هينين حتى على اخواننا المسلمين

اين انت يا عمر!!

مابال المسلمين تبدلت احوالهم اتخذوا السفهاء قدواتهم وتركوا شوامخ الاسلام

انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله فى النخوه العربيه والاسلاميه

لكن بايدينا هنعيدها باذن الله
وهنرجع فلسطين والعراق وكل شبر من ارض الاسلام
بل سنعيد الاسلام للغرب ويصبح عالم اسلامى باذن الله

بحلم لو عاد الاسلام يحكم من تانى
ويخلى صحارى الاوطان خضره وامانى